وسائل الإعلام الأجنبية عن كازاخستان: عام من التحول الايجابى لكازاخستان تحت قيادة توقاييف
كتبت: فاطمة بدوي
كازاخستان تدرب القوى العاملة لمحطات الطاقة النووية المستقبلية انطلاقاً من الأخبار الأخيرة حول كون عام 2024 هو عام التحول في عهد الرئيس توقاييف، وتخطط كازاخستان لتدريب قوة عاملة لمحطات الطاقة النووية المستقبلية، ومساهمة مكتب الأزياء في ألماتي في تشكيل تصورات آسيا الوسطى،يوروبورتر: 2024: عام التحول لكازاخستان تحت قيادة قاسم جومارت توكاييفوبحسب موقع Eureporter ، حدد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف الإنجازات الرئيسية لعام 2024 في مقابلة أجريت معه في 3 يناير مع صحيفة Ana Tili (اللغة الأم)، كما كتبت ديريا سويسال، خبيرة شؤون آسيا الوسطى (جامعة بروكسل الحرة).في بداية العام، توقع توكاييف أن يكون عام 2024 حاسماً بالنسبة لكازاخستان. فقد أطلقت الدولة إصلاحات اقتصادية منهجية، وأرست الأساس لخطة التنمية الخمسية التي تضم العديد من المشاريع والمبادرات. وحفزت هذه الإصلاحات نمواً اقتصادياً ملحوظاً، مما وضع كازاخستان كقوة إقليمية وشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي.وكان من أبرز ما تمخض عنه هذا التعاون زيارة توكاييف الرسمية إلى فرنسا في 5 نوفمبر 2024، والتي عززت العلاقات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما كثفت كازاخستان تعاونها مع المفوضية الأوروبية بشأن المواد الخام الحيوية، والتي تعد ضرورية للتحول في مجال الطاقة في الاتحاد الأوروبي. وفي 12 ديسمبر، عقد اجتماع مهم في مكاتب يوراكتيف جمع مسؤولين من كازاخستان وخبراء من الاتحاد الأوروبي لتعزيز هذا التعاون.وعلى الصعيد المحلي، أكد توقاييف على جهود التحديث، بما في ذلك تشغيل 18 مليون متر مربع من المساكن، وبناء أو إصلاح 7000 كيلومتر من الطرق السريعة، وفتح محطات ركاب جديدة في مطارات ألماتي وكيزيلوردا وشيمكنت. وتعزز هذه الاستثمارات دور كازاخستان كجسر بين أوروبا وآسيا. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن خطة البنية التحتية الوطنية حتى عام 2029 204 مشاريع بقيمة تقترب من 40 تريليون تنغي (81.8 مليار دولار).كما شهد قطاع التصنيع تقدماً كبيراً، حيث تنافس إنتاجه الصناعي مع قطاع الصناعات الاستخراجية. وحقق المزارعون حصاداً قياسياً بلغ 27 مليون طن من الحبوب. وتحولت كازاخستان نحو إنتاج وتصدير السلع عالية القيمة، مع سياسات تجتذب الاستثمارات الأجنبية في إنتاج المركبات والأغذية والمواد الكيميائية.وأخيراً، تناول توقاييف مسألة الفيضانات التي من المتوقع أن تحدث في عام 2024، مسلطاً الضوء على التدابير اللازمة لمنع الكوارث المستقبلية ومؤكداً على التزام كازاخستان بمعالجة تغير المناخ.تحت قيادة توقاييف، حققت كازاخستان إصلاحات اقتصادية ملحوظة، واستثمارات في البنية التحتية، وشراكات دولية بحلول عام 2024، مما عزز مكانتها كقائد إقليمي وشريك استراتيجي لأوروبا.صحيفة تايمز أوف سنترال آسيا: كازاخستان تدرب القوى العاملة لمحطات الطاقة النووية المستقبلية من المتوقع أن توفر أول محطة للطاقة النووية في كازاخستان فرص عمل دائمة لنحو 2000 شخص، بالإضافة إلى 10 آلاف عامل آخرين يشاركون في عملية البناء. وقد أعلن عن هذا وزير الطاقة ألماسادام ساتكالييف خلال اجتماع حكومي عقد مؤخراً، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف سنترال آسيا .وتخطط كازاخستان لبدء تشغيل أول محطة للطاقة النووية بحلول عام 2035. وتضم القائمة المختصرة للشركات المحتملة أربع شركات دولية: مؤسسة الطاقة النووية الصينية، وروساتوم الروسية، وKHNP الكورية الجنوبية، وEDF الفرنسية. كما اقترحت السلطات إمكانية تشكيل اتحاد يضم دولًا متعددة للاستفادة من الحلول التكنولوجية المتنوعة. وإلى جانب هذه الجهود، تعتزم كازاخستان تدريب المتخصصين المطلوبين لتشغيل محطات الطاقة النووية بشكل مستقل.وسلط الوزير ساتكالييف الضوء على خطط لإنشاء برامج تدريبية متخصصة في الكليات المحلية لتطوير المهارات اللازمة لأدوار مثل خبراء قياس الجرعات، وميكانيكا معدات التوربينات البخارية، ومتخصصي صيانة وإصلاح محطات الطاقة النووية، ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات للمرافق النووية. وسيتم إجراء التدريب العملي في المركز النووي الوطني ومعهد الفيزياء النووية.وأضاف ساتكالييف: “بحلول عام 2030، سيوفر مشروع بناء محطة الطاقة النووية حوالي 5000 فرصة عمل، ويصل إلى ذروته عند حوالي 10000 وظيفة في عام 2032. وبمجرد تشغيله، سيوفر المصنع الأول ما لا يقل عن 2000 وظيفة دائمة”.وكما ذكرت صحيفة تايمز أوف سنترال آسيا في وقت سابق، تعمل كازاخستان على تسريع الجدول الزمني لبناء محطة الطاقة النووية الواقعة في منطقة ألماتي، وتخطط لاختيار المقاول في النصف الأول من هذا العام.خلال الاجتماع الحكومي، الذي تزامن مع مبادرة “عام المهن العاملة”، تناول ساتكالييف أيضًا الطلب الأوسع على العمالة في قطاع الطاقة في كازاخستان. ومن المتوقع أن تتطلب الصناعة أكثر من 16000 عامل إضافي، بما في ذلك مهندسو الطاقة واللحامون والتركيبات وقاطعو الغاز والكهربائيون، بحلول عام 2030. يوظف قطاع الطاقة في البلاد حاليًا 303000 شخص عبر 1600 شركة، مع التخطيط لـ 99 مشروعًا جديدًا على مدى السنوات الخمس المقبلة.ولجذب الكفاءات والاحتفاظ بها، تهدف وزارة الطاقة إلى تحقيق زيادة سنوية في أجور العاملين في الإنتاج في شركات إنتاج الطاقة بنسبة 15%.في هذه الأثناء، دعا طلعت يرجالييف، رئيس اتحاد بناة كازاخستان، إلى تبسيط عملية توظيف العمالة الأجنبية لمعالجة نقص القوى العاملة في قطاع البناء في كازاخستان.تشير تقارير CNN Travel إلى أن المناظر الطبيعية الخلابة والمراكز الحضرية الفريدة في آسيا الوسطى أصبحت أكثر جاذبية. وتتصدر هذه القائمة مدينة ألماتي، أكبر مدينة في كازاخستان، والتي وصفت مؤخرًا بأنها “عاصمة الهدوء” الجديدة في المنطقة.إنها واحدة من تلك المدن النادرة التي تتمتع بكل شيء حقًا – طعام رائع، وحياة ليلية مزدهرة، ومشهد فني وثقافي سريع النمو، وسهولة الوصول إلى بعض المناظر الطبيعية الخلابة التي لم يمسسها بشر في العالم، وذلك بفضل موقعها عند قاعدة جبال تيان شان.تعتبر محطات مترو ألماتي بمثابة أعمال فنية حرفيًا، وهي المكمل المثالي لمتاحفها ذات المستوى العالمي بما في ذلك متحف أبيلكان كاستيف الحكومي للفنون، والذي يضم أكثر من 20 ألف عمل فني ومركز تسليني للثقافة المعاصرة، والذي ينتقل إلى مبنى جديد في عام 2025.ماذا تأكل؟ تعتبر ألماتي موطنًا لـ”مطبخ البدو الجدد”، وهو مزيج من تقنيات الطهي الحديثة والمكونات التقليدية التي يستخدمها البدو الذين يقيمون في المراعي في البلاد. ابدأ رحلتك الطهوية في مطعم Auyl المذهل في وادي Medeu جنوب المدينة.الوصول إلى ألماتي سهل بشكل مدهش أيضًا. يمكن الوصول إليها عبر رحلات جوية مباشرة من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، بينما تقدم كازاخستان دخولًا بدون تأشيرة لمواطني قائمة طويلة من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة.فوربس: كيف يساهم مكتب الأزياء في ألماتي في تشكيل تصورات آسيا الوسطىوتشير تقارير فوربس إلى أن آسيا الوسطى، بتاريخها الغني على طريق الحرير، تتجه نحو دائرة الضوء العالمية كمركز للأزياء والرفاهية والإبداع . ومن المتوقع أن ينمو سوق الملابس في المنطقة بنحو 5% سنويًا، ليصل إلى 10.03 مليار دولار بحلول عام 2029. وتجتذب كازاخستان، على وجه الخصوص، العلامات التجارية العالمية الحريصة على الاستفادة من سوقها النابض بالحياة وتراثها الثقافي.وتسلط التطورات الرئيسية، مثل حدث بينالي البندقية لعام 2025 في سمرقند ومتحفين للفن المعاصر في كازاخستان، الضوء على النمو الثقافي والاقتصادي السريع في المنطقة. وفي طليعة هذا التحول يقف ساكن زاكسيبايف، مؤسس مكتب الأزياء في ألماتي، وهو شخصية رئيسية تربط بين العلامات التجارية الفاخرة العالمية والهوية الفريدة لآسيا الوسطى. ومنذ عام 2005، عمل مع علامات تجارية مثل بولغاري وشوبارد وديور، حيث ابتكر أحداثًا تمزج بين التقاليد والفخامة الحديثة.يقول زاكسيبايف: “كل مشروع نتعهد به يتجاوز الحدود. فنحن لا نشكل الأحداث فحسب؛ بل نشكل تصورات عن آسيا الوسطى”. ويؤكد نهجه على السرد الثقافي، ودمج عناصر مثل الأنماط التقليدية والتراث البدوي في الأحداث الراقية. ويوضح: “عندما نصمم حدثًا، فإن الأمر لا يتعلق فقط بعرض المنتجات الفاخرة – بل نروي قصة”.يعمل مكتب الأزياء في ألماتي كسفير ثقافي، حيث يعزز التعاون بين العلامات التجارية العالمية والفنون المحلية. على سبيل المثال، دمج حدث بناء الفريق في فان كليف بين الحرف اليدوية المحلية، مما أدى إلى خلق حوار فريد بين العلامة التجارية وتقاليد كازاخستان. كما يسلط زاكسيبايف الضوء على التعاون الإقليمي مع الدول المجاورة مثل أوزبكستان وقيرغيزستان لتضخيم الصوت الجماعي لآسيا الوسطى.ورغم استمرار التحديات مثل الافتقار إلى المتخصصين، يرى زاكسيبايف أن هذه العقبات تمثل فرصاً للابتكار. ويقول: “نحن نعتمد على الإبداع والحدس، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أفكار فريدة حقاً”.ويتطلع إلى المستقبل، فيرى أن آسيا الوسطى ستصبح مركزًا عالميًا للإبداع. ويقول: “تتمتع هذه المنطقة بكل المقومات: تراث غني، وشباب ديناميكي، وشهية للرفاهية والتصميم”. ويتمثل هدفه النهائي في إلهام الجيل القادم من المبدعين مع وضع آسيا الوسطى في طليعة الموضة العالمية.ويختتم زاكسيبايف حديثه قائلاً: “أعتقد أن الأفضل لم يأت بعد”، معرباً عن ثقته في المستقبل المشرق للمنطقة كلاعب جريء ومبتكر وأصيل على الساحة العالمية.