المرأة والطفل

حافظوا على نسيج الأسرة ودعائم قوتها

الإسلام كَرَّم المرأة ورفع من شأنها

بقلم/ د. ميرفت إبراهيم


كن حنونًا، كن جميلًا، كن بلسمًا شافيًا للجروح، لا تكن أنت السكين، لاتكن أنت القاتل لا تكن أنت من يسلب الفرحة والبسمة وتسبب الألم النفسي لأقرب الناس لك، الألم النفسي أحيانًا يقتل، نعم حروف تخرج من أفواه أناس كأنها طلقات رصاص تحرق وتقتل وتجرح، تنهمر الدموع من العيون عند سماعها دموعًا كالدماء، مرة تلو الأخرى. تصبح تتنفس بلا روح كأنك ميتٌ، جسدٌ فقط، كل حرف يحمل إهانة أو كلمة أو جرحًا نفسيًا يقتل جزءًا فيك إلى أن أصبحت حطام إنسان، والمؤسف أن الطلقة جاءت من أناس كنت تظن أنهم أحبابك، ولكنك اكتشفت أنهم لا يحملون الصفة الإنسانية ليس لديهم قلب ولا يشعرون، عندما يصدرون قرارات الإعدام على علاقتكم، على حياتكم، وربما على الأسرة والعائلة، وينهار النسيج الأسري ليصل للفراق، وتكون أنت قاتل العشرة والسَّكينة والحب.
إنها رسالة لا تتسرعْ، وتعاملْ بالمعروف لأنك في زحمة الغرور والتكبر ربما تخسر كل شيء وتدمر أسرة بالكامل وينفد صبر الآخرين من طلقات رصاصك المستمرة، ربما تكون آخر رصاصة رسالة للسلام والحب رفقًا بالقوارير، رفقًا بالقوارير.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْر كله)، هذا الحديث على العموم، وجاء بخصوص المرأة من الأمر بالرفق، ما يكفي لإقناعنا بوجوب الرفق بها، وفي كل يوم، لأنها مشبهة عند العرب بالقوارير التي تتأثر سريعًا بأي حركة غير رفيقة، وإذا وقعت وقع لها من التلف ما لا يُمكن جبره، فقد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير، ومعلوم ليونة القوارير ووجوب صيانتها من الانكسار والضياع، فهكذا يجب على الرجال للنساء صيانتهن من الانكسار والضياع. فقد كان أنجشة رضي الله عنه يحدو الإبلَ التي كانت تحمل أمهات المؤمنين وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل في السير فخاف النبي صلى الله عليه وسلم عليهن فقال له على معنى الحديث: «يا أنجشة رفقًا بالقوارير»، كما ثبت في صحيح البخاري.
فهن عاطفيات بدرجة عظيمة لا يتصوَّرها الرجال متأثِّرات بالكلمات بأبلغ التأثير سواء كانت سلبية أو إيجابية، لذا قد ينسى الرجال بعض الكلمات بكل سرعة في دقائق محدودة أما النساء فقد لا ينسين طول حياتهن! فضلًا عن بعض المواقف الصعبة التي قد تقف عليها بل قد تدمِّرها أعظم تدمير حتى تتدهور حياتها إلى آخر عمرها والله المستعان!.
MervatQa@
mervat_ibrhaim

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى