اراء ومقالات

اللواء دكتور / سمير فرج " عام جديد إلى أين ؟ "

كتبت : نور العمروسي

قال اللواء دكتور سمير فرج أيام وتدق أجراس الفاتيكان في روما وأجراس كنائس القدس في أورشاليم لإعلان بدء عام جديد وهو العام الذي ينتظره الجميع على أمل أن تهدأ الأوضاع في المناطق المشتعلة في العالم سواء في وسط أوروبا بين روسيا وأوكرانيا أو في الشرق الأوسط بين إسرائيل والعرب في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن. ولعل أبسط دليل على تعلق آمال العامة بالسلام هو تكرار سؤالهم لمنجمي النجوم والأبراج والطالع الذين ينشط عملهم وظهورهم في بداية كل عام عن موعد وكيفية حلول السلام في العالم بعدما كانت اسئلتهم في السنوات الماضية تدور حول تطلعات المال والزواج والخطط والسفر والنجاح وهو ما أكده أحدهم قائلاً أنه تمت استضافته سبع مرات في برامج إعلامية كان السؤال المشترك فيهم جميعاً هو هل سيحقق الرئيس ترامب السلام بعد توليه حكم الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 20 يناير القادم كما وعد في حملته الانتخابية؟ لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كافة شعوب العالم تتطلع للسلام ولتغيير الواقع المرير الذي نعيشه كل يوم ولاختفاء تلك المشاهد والصور الحزينة والمؤذية من شاشات التليفزيون ومنصات التواصل الإجتماعي لأهالي غزة المشردين بلا مأوى وبلا ملبس وبلا طعام أو بالأحرى دون حياة لقد عبرت معظم شعوب العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً عن رفضها للإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد المحتل الإسرائيلي ولا ننسى خروج مظاهرات من 80 جامعة أمريكية لدعم أهالي غزة و أطفالها ضد ويلات الاحتلال الإسرائيلي في سابقة تعد الأولى في تاريخ الولايات المتحدة. في الحقيقة أن العالم لم يخل يوماً من الصراعات والحروب إلا أن تأثيرها لم يمتد إلى بقية دول العالم إلا في السنوات الماضية وهو ما أكدت عليه من قبل مراراً بأننا نعيش في عالم الأواني المستطرقة بمعنى أن ما يشهده إقليم ما ينعكس صداه على العالم كله مثلما حدث في الحرب الروسية الأوكرانية التي تبعد آلاف الأميال عن مصر إلا أنها أثرت عليها وعلى جميع دول العالم باضطراب سلاسل إمداد القمح والذرة والزيت وكذلك النفط فانخفض المعروض وبالتالي ارتفعت الأسعار. أما بالنسبة للحرب الجارية في الشرق الأوسط فهناك من يهمه استمرارها لعدة أسباب أولها اليقين من أن توقفها يعني مثول نتنياهو أمام المحكمة وترجيح حبسه لاتهامه في ثلاث قضايا فساد أما السبب الثاني فيكمن في رغبة نتنياهو في تدمير المنشآت النووية الإيرانية لمنعها من إنتاج السلاح النووي وهو ما تتصدى له الولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة سنوات وتحديداً منذ أيام حكم أوباما الذي منع إسرائيل مرتين من الهجوم على المفاعلات النووية الإيرانية مما دفعها للجوء لعمليات استخباراتية ضد علماء الذرة الإيرانيين وكذلك اختراقها لشبكة المعلومات النووية الإيرانية إلكترونياً للحصول على معلومات وبيانات سرية أو لتدميرها وحرمان إيران من إنتاج القنبلة النووية التي بدأتها منذ 18 عاماً تحملت خلالهم عقوبات اقتصادية صارمة من أمريكا والإتحاد الأوروبي والكثير من دول العالم بتجميد ما يقرب من 150 مليار دولار فضلاً عن قطع العلاقات التجارية معها إلا آننا نعلم حالياً خاصة بعد تصريح وليام بيرنز مدير الاستخبارات الأمريكية أن إيران لديها القدرة على إنتاج القنبلة النووية في غضون شهر وهو ما يتسق مع التقديرات والتوقعات السابقة التي أشارت إلى أن إيران ستنتج خمس قنابل نووية في بداية عام 2025 والتي يعني صدقها فرض تغييرات في إستراتيجية منطقة الشرق الأوسط في ضوء إمتلاك إيران للصواريخ البالستية القادرة على حمل تلك القنابل النووية والتي يمكن أن تصل إلى إسرائيل بل وتشير التقديرات إلى قدرتها على حمل الرؤوس النووية عبر البحر المتوسط حتى جنوب أوروبا وإن كان البعض يرجح أن إيران نجحت في الفترة السابقة في تطوير مدايات تلك الصواريخ لتغطي أوروبا بأكملها. وفي ضوء ذلك ففي حال قيام إسرائيل بشن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من شأنه دفع إيران لبدء عملياتها العدوانية ضد الشرق الأوسط كله بضرب جميع القواعد الأمريكية في المنطقة واستهداف المناطق البترولية ومحطات التكرير مثلما فعلت منذ عدة سنوات حينما ضربت حقول أرامكو بعدة صواريخ موجهة من اليمن وكأنها كانت ترسل رسالة تنبيه لأمريكا بقدرتها على تهديد كل حقول البترول في المنطقة وكذا القوات الأمريكية في المنطقة التي يتمركز معظمها حالياً في مناطق غير جاهزة للقتال فضلاً عن محدودية العناصر الموجودة في كل القواعد سواء من حيث التعداد أو المسئوليات إذ يقتصر دورها على مهام الحفاظ على القاعدة العسكرية والمخازن والرادارات وغير ذلك من المهام الإدارية. وهو ما تدركه الولايات المتحدة الأمريكية وتعلم أن انخراطها في أي عمليات قتالية في المنطقة يستلزم عدة شهور لإعلان التعبئة وإرسال القوات القتالية الرئيسية من أمريكا وأوروبا إلى الشرق الأوسط وتجهيزها للقتال كما تعي الولايات المتحدة سيطرة إيران على مضيق هرمز الذي يمر من خلاله ثلثي حجم النفط من الخليج إلى أوروبا والشرق الأوسط، واليابان، وكذلك سيطرتها على منطقة باب المندب من خلال قوات الحوثيون، باليمن، الموالون لإيران، وهو ما يدفع أمريكا لتوخي الحذر وهكذا يبقى السؤال عن مصير السلام في العالم في العام القادم خاصة أن ترامب سيجلس على كرسي الحكم في البيت الأبيض يوم 20 يناير القادم وسط تطلعات العالم بأن يعم السلام بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى