العفو الرئاسي عن أبناء سيناء: خطوة نحو لم الشمل الوطني وتعزيز الثقة
بقلم : ياسر عطية
جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن 54 من أبناء سيناء كخطوة مهمة تجسد روح التسامح ولم الشمل، وتعكس رؤية القيادة السياسية في تعزيز النسيج الوطني وتقوية العلاقة بين الدولة وأبناء سيناء، الذين طالما كانوا حصنا منيعا في الدفاع عن تراب الوطن.
تاريخيا، كانت سيناء دائما رمزا للبطولة والتضحية. وفي مواجهة التحديات، لعب أبناؤها دورا بارزا في حماية الحدود والتعاون مع القوات المسلحة لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة عانت كثيرا من الإرهاب والتطرف. لذا، فإن هذا العفو الرئاسي ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو رسالة أعمق تعبر عن تقدير الدولة لجهود أبناء هذه الأرض الطاهرة واحتضانها لهم كجزء لا يتجزأ من المشروع الوطني.
العفو الرئاسي جاء بمثابة طوق نجاة لـ54 أسرة، أعاد الأمل والفرحة إلى قلوبهم. هذه الخطوة تبرز الجانب الإنساني في سياسات الدولة، وتظهر تفهم القيادة للظروف الصعبة التي تمر بها بعض الأسر في مناطق النزاع أو المتأثرة بأحداث الماضي.
الأبعاد الإنسانية لهذا القرار تتجاوز حدود الأفراد المفرج عنهم؛ فهو يلامس روح المجتمع السيناوي بأكمله، ويؤكد أن الدولة قادرة على الموازنة بين تطبيق القانون والحفاظ على القيم الإنسانية.
يمثل هذا القرار فرصة لبناء صفحة جديدة من التعاون والثقة بين الدولة وأبناء سيناء، ويظهر أن الوطن يتسع للجميع، وأن الأخطاء يمكن تجاوزها متى ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة والرغبة في البناء.
كما يوجه رسالة للشباب في سيناء: أن الدولة تهتم بمصالحهم وتسعى لاحتضانهم ودعمهم في مواجهة التحديات بدلا من تركهم عرضة للاستقطاب من قوى الهدم والتطرف.
في السنوات الأخيرة، شهدت سيناء جهودا حثيثة من الدولة لتحقيق التنمية والبناء. ومع ذلك، فإن هذا العفو يضيف بعدا آخر لهذه العلاقة، حيث يعزز الشعور بالانتماء والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب.
إن إعادة بناء سيناء لا تقتصر على المشروعات القومية والبنية التحتية، بل تشمل أيضا لمّ شمل أبنائها وإعادتهم ليكونوا جزءا من هذه النهضة.
ان قرار العفو عن أبناء سيناء خطوة محورية تعكس رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الاجتماعي. إنها دعوة لكل المصريين للتكاتف والعمل من أجل مستقبل أفضل، حيث يكون الجميع شركاء في بناء وطن يحتضن جميع أبنائه دون استثناء.
سيناء ليست فقط بوابة مصر الشرقية، بل هي القلب الذي ينبض بالقوة والشجاعة، وقرار العفو الرئاسي يؤكد أنها ستبقى دائما جزءا من هذا الكيان الذي لا يتجزأ، مهما كانت التحديات.