اخبار متنوعة

وزارة الداخلية المصرية : فقدت فارس من فرسانها اللواء وجية كامل.

يروي المستشار وليد عبد المقصود.
أنه في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الموافق 26/11/2024
توفي إلي رحمة الله/اللواء وجية كامل أثر حادث أليم اهتزت له قلوبنا و وزارة الداخلية المصرية التي فقدت رجلا من أنقي رجالها وفارس من فرسانها وعلم من إعلامها
سيادة اللواء/ وجيه كامل إمام مدير إدارة خدمات وزارة الداخلية ونائب رئيس إدارة المعاشات الأسبق الذي لقي وجه ربه الكريم هو وزوجتة السيدة الفاضلة نبيلة عيسي
عن عمر يناهز 65 سنة
ولد سيادة اللواء وجيه كامل في يوم 11/12/1958
تخرج من كلية الشرطة في عام 1983 وبعد تخرجه مباشرة التحق للعمل في إدارة الأمن المركزي ثم سرعان ما تم نقله للعمل بديوان عام وزارة الداخلية بإدارة الحراسات الخاصة
ثم عين في إدارة خدمات وزارة الداخلية
يعتبر اللواء وجية كامل واحد من أكثر الضباط إستمرارية في العمل داخل ديوان عام الوزارة ثم تم نقله لمديرية امن الجيزة ثم رئيسا لقطاع تامين المنشآت الأثرية والسياحية ثم ما لبث أن عاد مرة أخرى إلى ديوان عام الوزارة في حدث من النادر حدوث وهو خروج أحد القيادات من ديوان الوزارة وأن يعود مرة أخرى وذلك للسمعة الطيبة و إنسانيته ومجهوداته التي خلفها اللواء وجية كامل في كل منصب شغله داخل الوزارة حيث أنه كان من أكفأ الضباط وأكثرهم انضباطا وذاع صيته بعفه يديه وشرفه وأمانته وحسن قيادته وقد استطاع الجمع بين الحزم و الإنسانية فكان يعامل كافة الضباط والعسكري كما وصف الضباط بمنتهي الحب والرحمة وفي نفس الوقت كان حازما في تنفيذ المهام والواجبات
لذلك بكاه كل من عمل معه سواء من زملائه أو مرؤوسيه أو من عمل تحت قيادته
كان ملف خدمته ناصع البياض فلم يتعرض يوما لتوقيع أي جزاء أو بدر منه ثمه مخالفات
يعتبر وبحق مثالا لضابط الشرطة النبيل المتواضع عف اللسان حتي إنك أن لم تكن تعرفه فإنك لا يمكن أن تعرف بأنه ضابط شرطة يعتبر هو نموذجا يحتذى به لرجل الشرطة المثالي
علي الصعيد الشخصي والإنساني كان المرحوم وجية كامل بارا بوالديه واصلا للأرحام بارا بأهله وذويه كان يعتبر هو عميد عائلته رغم أن هناك الكثير ممن هم أكبر منه سنا وذلك بسبب حكمته
كان مثالا للتسامح والبر والتقوي
كان دائما يجمع الأهل والأصدقاء والجيران علي الخير والحب
هو ذلك الرجل الذي تحبه من أول جلسه معه لبشاشه وجه وحسن أخلاقه
كان حسن الإستماع للأخرين وكان دائما ما يحل مشاكل كل من يلجأ إليه
كان فعالا للخير في السر والعلانية
حتي أنه كان يساعد العشرات وربما المئات
كان رحمه الله عليه يفك كرب كل محتاج وجابرا لخواطر الناس كان يعشق بيوت الله مداوما علي عبادة الله سبحانه وتعالى في مساجد الله كان نعم السند لكل المحيطين به ونعم الأب والأخ والصديق
و في أحد المرات التي كنا نفطر فيها عنده في شهر رمضان الكريم فوجنا به يوصل سلك الكهرباء موصولا به فرع للمبات الكهربائية في كل شارعه علي مدخل للكهرباء داخل شقته عكس ما يفعله معظم الناس بتوصيل فرع النور من الكهرباء العمومية فسألناه عن السبب فكان رده هل ممكن أن أفعل صدقة بإنارة طريق الناس الصائمين في شهر رمضان بتيار كهربائي مسروق
هذا هو الإنسان وجيه كامل الذي لا يقبل الحرام ويتقي الله في أفعاله وأقواله وتصرفاته
كان المرحوم وجية يعشق زوجته المرحومة نبيلة عشقا منقطع النظير كان لا يتحدث عنها إلا بكل الحب والخير والإحترام سواء في وجودها أو في غيبتها كانت قصة زواجهما هي نتاجا لقصة حب أسطورية فكان رحيلها أسطوريا
وكانت نبيلة وهي نبيلة الأخلاق والتصرفات تحبه بجنون حتي أنها كانت تغير عليه حتي بعد أن وصلت من العمر عتيا وبعد أن استمر زواجهما لما يقارب الأربعون عاما
كانت تهتم به أكثر من أي شئ آخر في هذه الدنيا وكانت لا تستطيع أي إمرأة الاقتراب من وجية فهي علي إستعداد أن تنقض علي تلك المرأة التي تفكر بالاقتراب منه ليس قلة في الثقة ولكن زيادة في الحب والعشق
كانا نموذجا لعلاقة زوجية وعاطفية مثالية علي أثرها انجبا علي وهو رائد في جهاز الشرطة وسمر وهي تعمل في وزارة الإتصالات هي وأخيها الأصغر مصطفي
شبابا أدبهم وأخلاقهم تعكس فورا نبل أبائهم
بعد الحادث الأليم تم نقل اللواء وجية إلى مستشفى الشرطة ومعه زوجته وقد كانت قد رحلت عن دنيانا ومعهم أخت زوجته في حالة حرجة
وبعد وضع اللواء وجية في الرعاية المركزة وكان فاقدا للوعي عندما أفاق كانت أول كلماته السؤال عن رفيقة الدرب وحب العمر وعشرة السنين وعندما علم وتأكد من وفاتها
ورغم أن الأطباء كانوا قد اعلنوا استقرار حالته إلا انه قد ساءت حالته الصحية جداً وبعد ساعات قليلة وعندما تم دفن زوجته المغفور لها بأذن الله السيدة نبيلة توقف قلب الرجل الطيب والزوج الصالح الحنون المحب عن الحياة وكأنه أبي أن يعيش في هذه الدنيا بدونها وكأنها هي قد طلبت من الله عز و جل أن يلحق بها حبيب العمر
رحل وجيه بطريقة أحزنت المئات وربما الآلاف من الأهل والأصدقاء والأحباب والزملاء وبقيت سيرته العطرة تعيش إلى الأبد
وفي جنازة مهيبة يملؤها الحزن والألم والأسى شيعه المئات وربما أكثر من ذلك علي الرغم من التوقيت المتأخر والبرد القارس في هذه الليلة وايضاً إنهاك الناس في تشيع المرحومة نبيلة من الصباح إلا أن الجميع أبي أن يغادر قبل توديع شخصا قلما يجود زماننا هذا بمثلة
وكانت المفاجأة في قبره فقد كتب عليه مدفن وجية كامل إمام
كتب اسمه مجردا من أي صفة أو منصب فهو في حضرة ملك الملوك
لم يتباها مثلما يفعل معظم الناس
وفي عزائه بمسجد الشرطة بالشيخ زايد قام بتقديم واجب العزاء لفيف من قيادة وزارة الداخلية والكثير من السادة الضباط والمئات وربما الآلاف من الناس الذين يربطهم الحب والإحترام والتقدير بالراحل العزيز
رحم الله اللواء وجية كامل هو وزوجته السيدة نبيلة عيسي
وادخلهم فسيح جناته وألحقهما بالصالحين والشهداء والصديقين في الجنة
والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان
وخالص العزاء لأسرة الفقيد الراحل وعلي رأسهم أخيه سيادة اللواء / جمال كامل وسيادة اللواء / عادل كامل والأستاذة / تغريد كامل
وأبنائه الرائد /علي وجية والأستاذ/ مصطفي وجية والأستاذة / سمر وجية
نسأل الله أن يكونوا دائما خير خلف لخير سلف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى