ننشر ..تصريح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بشأن الوضع الإنساني في غزة
كتبت: فاطمة بدوى
صرحت وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك بشأن الوضع الإنساني في غزة بما يلي:”لم يحدث أبدًا خلال الأشهر الاثنى عشر الماضية أن وصلت المساعدات إلى قطاع غزة بهذا القدر الضئيل مثلما هو الحال الآن. تعاني نسبة كبيرة من السكان الذين يزيد عددهم على مليوني شخص من سوء التغذية الحاد ويعيشون في ظروف لا يمكن تصورها. كما يجلس آلاف الأطفال وسط الأنقاض بلا آباء ويعانون من آلام غير معقولة. لا يوجد في أي مكان في العالم هذا العدد الكبير من الأطفال الذين بُترت أطرافهم مثلما هو الوضع في هذه المساحة الصغيرة. صارت أجزاء كبيرة من غزة مساحات من الركام. يفتقر الناس إلى القوة لمواصلة الفرار، ويتجمعون في المناطق الأخيرة المتبقية التي هي بالكاد آمنة.إن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس له حدود في القانون الإنساني الدولي. وهذا يشمل ضرورة السماح بالوصول الإنساني في جميع الأوقات، كما يجب ألا يصبح أبداً وسيلة للحرب. كانت هناك مرارا وتكرارا وعود لم يُلتَزم بها. بناء على الضغط الكبير الذي مارسناه وعلى الأمر الصادر من محكمة العدل الدولية، كانت الحكومة الإسرائيلية تعتزم “إغراق غزة بالمساعدات الإنسانية” في الربيع، وهذا ما يجب أن يحدث، دون أي أعذار. وهذا هو التحدي الذي يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تواجهه – رغم كل الاعتبارات الصعبة والمعضلات.وقبل حلول فصل الشتاء، ليس هناك ما هو أكثر إلحاحاً من إطلاق سراح الرهائن أخيرًا، ووصول إمدادات المساعدات اللازمة للبقاء على قيد الحياة – الغذاء والماء والأدوية ومستلزمات النظافة والخيام – إلى سكان غزة أخيراً. وهذا يتطلب فتح جميع المعابر الحدودية إلى غزة أمام المساعدات الإنسانية. كما يتطلب تعاونًا كاملًا من جميع الأطراف، مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، لتهيئة طرق موثوقة وآمنة لإيصال المساعدات وعمليات الإجلاء الطبي. كانت هناك إشارات بناءة أولية حول هذا الأمر في الأيام القليلة الماضية. لقد طالبنا في العديد من المحادثات بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بمواءمة عملياته. يجب أن يتوقف القتال العنيف أخيراً ويجب العمل على نحو جاد من أجل وقف إطلاق النار. هذا لأنه دون وقف لإطلاق النار، لن يتوقف الموت، ولن تنتهي المعاناة – معاناة أكثر من 100 رهينة وعائلاتهم؛ وكذلك معاناة العائلات في غزة”.