اغتيال يحي السنوار تداعيات ومخاوف مستقبلية
تقرير : علياء الهواري
في مساء أول أمس، شهدنا اغتيال يحيى السنوار، أحد أبرز رموز المقاومة والدفاع عن القضية الفلسطينية.يحيى السنوار: قائد عسكري ورمز للمقاومة يُعد يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة، وأحد الشخصيات القيادية البارزة في الحركة. هو مؤسس الجناح العسكري لحماس، “كتائب القسام”، الذي يلعب دورًا محوريًا في تطوير قدرات المقاومة وتوجيهها. منذ الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، صعد نجمه بسرعة ليصبح الرجل الأول في قيادة الحركة داخل غزة، مما جعله هدفًا رئيسيًا لإسرائيل.محاولات الاغتيال المتكررةفي ظل التصعيد الأخير بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، تزايدت الأنباء حول محاولات إسرائيلية لاستهداف القيادات البارزة في حماس، بما في ذلك السنوار. تقارير استخباراتية أفادت بأن إسرائيل نفذت عدة غارات تستهدف مناطق يُعتقد أن السنوار موجود فيها، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح حتى الآن. هذه العمليات تُعد جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تستهدف إضعاف القيادة السياسية والعسكرية لحماس في غزة.ردود الفعل الفلسطينيةفي أعقاب هذه المحاولات، عبرت حماس والفصائل الفلسطينية عن استنكارها الشديد، واعتبرت أن استهداف قادتها يمثل جريمة حرب واستفزازًا لمشاعر الشعب الفلسطيني. وأكدت تصريحات من داخل الحركة أن اغتيال السنوار أو غيره من القيادات لن يثني المقاومة عن مواصلة المواجهة مع الاحتلال.ردود الفعل الإسرائيليةمن الجانب الآخر، لم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل حول المحاولات الأخيرة، على الرغم من تلميحات بعض المسؤولين العسكريين بأن استهداف قيادات حماس يبقى خيارًا مطروحًا.التداعيات المحتملة لاغتيال السنواراغتيال السنوار يُثير العديد من التساؤلات حول تأثيره المحتمل على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي.تصعيد محتمل في غزة: إذا نجحت عملية الاغتيال، قد يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير في المنطقة. السنوار يُعتبر شخصية محورية في إدارة الصراع وضبط الأمور داخل القطاع، واغتياله قد يُحدث فراغًا قياديًا يُربك التوازن داخل الحركة ويزيد من احتمالية اندلاع نزاعات داخلية.الانعكاسات الإقليمية: على المستوى الإقليمي، نجاح عملية اغتيال السنوار قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وإسرائيل، وربما يثير موجة من الإدانات الدولية.تأثير اغتيال السنوار على المقاومةتصعيد عسكري: من المرجح أن ترد الفصائل الفلسطينية، وخاصة كتائب عز الدين القسام، بهجمات صاروخية على إسرائيل في حال اغتيال السنوار، ما قد يؤدي إلى تصعيد كبير ومواجهة واسعة.إضعاف احتمالات التهدئة: اغتيال قائد بارز مثل السنوار قد يؤدي إلى تقليص فرص التهدئة ويزيد من تعقيد الأوضاع، ما قد يجعل الحلول السلمية بعيدة المنال.تأثير داخلي في غزة: اغتيال السنوار قد يؤدي إلى نزاعات داخلية في قطاع غزة، حيث تسعى بعض الفصائل إلى ملء الفراغ القيادي أو استغلال الموقف لتعزيز نفوذها.توحيد المقاومة أو تعميق الانقسام: بينما قد يؤدي اغتيال السنوار إلى تعزيز الوحدة بين الفصائل الفلسطينية لمواجهة العدو المشترك، قد تحدث انقسامات داخلية نتيجة للتوترات الداخلية.الانعكاسات الإقليمية والدوليةإدانة دولية: الدول الداعمة لحماس مثل إيران وقطر قد تُعبر عن إدانة شديدة لإسرائيل وتزيد من دعمها للحركة، ما يزيد من التوترات الإقليمية.توتر العلاقات الدولية: من المرجح أن يثير اغتيال السنوار غضبًا في الأوساط الدولية ويؤدي إلى ضغوط على إسرائيل.الوضع الشعبياغتيال السنوار سيؤدي بلا شك إلى غضب شعبي واسع في غزة والضفة الغربية وربما داخل إسرائيل نفسها. الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية قد تكون واسعة النطاق، حيث سيقف الشارع الفلسطيني تضامنًا مع المقاومة.الأبعاد الإنسانية على الرغم من أن إسرائيل قد ترى في اغتيال السنوار ضربة لحماس، إلا أن العملية قد تؤدي إلى تفاقم الصراع الإنساني في غزة، حيث يعيش القطاع تحت حصار خانق. أي تصعيد عسكري قد يزيد من معاناة المدنيين في القطاع يبقى اغتيال يحيى السنوار، سواء حدث أم لا، واحدًا من أخطر التحديات التي تواجه حماس والمقاومة الفلسطينية. قد يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير، ويُغير من توازن القوى في غزة والمنطقة. السؤال الذي يبقى هو: هل ستعزز هذه المحاولات وحدة الصف الفلسطيني، أم ستفتح الباب أمام تصعيد لا يمكن التنبؤ بنتائجه؟