ننشر : كلمة رئيس كازاخستان فى افتتاح حفل دورة الألعاب العالمية الخامسة للبدو الرحل
كتبت: فاطمة بدوى
القى الرئيس قاسم جومارت توقاييف رئيس كازاخستان كلمة في حفل افتتاح دورة الألعاب العالمية الخامسة للبدو الرحل جاء فيها : أصدقائي الأعزاء!اليوم هو الافتتاح الذي طال انتظاره لألعاب Nomad العالمية الخامسة.مرحباً بكم في كازاخستان!تعتبر هذه الألعاب حدثًا عظيمًا على المستوى العالمي!وأود أن أعرب عن عميق امتناني لزعماء الدول الشقيقة الذين انضموا إلينا هنا في كازاخستان.وأود أيضًا أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع ضيوفنا الكرام وخاصة الرياضيين.لقد تركت الحضارة البدوية أثراً عميقاً في تاريخ العالم. منذ العصور القديمة، عاش البدو الرحل في السهوب الكبرى في أوراسيا.وقد وفرت التقنيات الجديدة التي طوروها الزخم للتقدم العالمي.منذ خمسة آلاف عام، قام البدو بتدجين الخيول وتأسيس ثقافة ركوب الخيل التي انتشرت في جميع أنحاء العالم.قام أسياد السهوب بصنع أسلحة متطورة ومجوهرات رائعة. ويعد الاكتشاف الأثري لرجال الذهبيين من فترة ساكس شهادة مشرقة على ذلك.تعد الأراضي الكازاخستانية موطنًا لشخصيات تاريخية بارزة مثل الفارابي وخوجا أحمد يسوي، الذين قدموا مساهمة كبيرة في تطوير العلوم والأفكار الإنسانية.أنشأ أسلافنا دولاً قوية وبنوا مدنًا جميلة في العصور الوسطى في السهوب الكبرى، بما في ذلك أوتيرا، وتركستان، وتاراز، وسارايشيك. وباعتبارهم جسرًا بين الشرق والغرب، لعب البدو دورًا حاسمًا في التقارب بين الثقافات المختلفة. وشهدت هذه الأراضي الواسعة في أوقات مختلفة صعود إمبراطورية الهون والخاقانات التركية، وفي وقت لاحق القبيلة الذهبية والخانية الكازاخستانية.الحضارة البدوية قديمة حقا.في الواقع، يتواجد البدو الرحل في كل القارات تقريبًا. ويمكن العثور على آثارهم في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا.يتقاسم البدو ثقافة مشتركة وقيمًا روحية. والأهم من ذلك، أنهم يتقاسمون روح الحرية!يعتمد أسلوب الحياة البدوي على الحركة المستمرة، فكل خطوة هي خطوة نحو عالم جديد. لقد كان شعبنا منذ القدم مضيافًا ومنفتحًا على الإبداع ومتسامحًا مع كافة الثقافات، كما كنا نعيش في وئام مع الطبيعة. يولد البدو شجعانًا.لن تتوقف الحياة البدوية العظيمة عن الوجود أبدًا.حتى في ظل العولمة، فإن أسلوب الحياة البدوية الذي كان قائماً منذ ألف عام بدأ ينتعش ويتخذ شكلاً جديداً.يبذل البدو المعاصرون جهودًا لاستعادة مكانتهم المركزية في التاريخ. فنحن نتحرك ونسافر بسهولة في جميع أنحاء العالم بحثًا عن التعليم وفرص العمل.في هذا العصر الديناميكي، نحن بحاجة إلى الحفاظ على نفس روح الحرية، مع احتضان الإنجازات التقدمية وقيم العصر الحديث.نحن من أحفاد البدو الرحل الحكماء والشجعان الذين استطاعوا الحفاظ على هويتهم الفريدة وأعطونا حضارة السهوب الكبرى. ومن واجبنا المشترك أن نحافظ على هذا التراث المقدس وننقله إلى الأجيال القادمة. تعتبر ألعاب البدو مشروعًا خاصًا مستوحى من هذا الهدف النبيل.ونحن ممتنون لإخواننا القرغيز لاستضافتهم أولى هذه البطولات قبل 10 سنوات.وهذه هي أكبر مسابقة رياضية من نوعها في العالم، ويمكن القول إنها بمثابة أولمبياد البدو. تعمل هذه الألعاب على تعزيز الحضارة البدوية على المستوى العالمي.إن الرياضة بحد ذاتها رمز للاحترام والتضامن، والغرض الرئيسي منها هو تعزيز الصداقة بين الأمم. ومن المعروف لدى الجميع أن كازاخستان هي أرض السلام والتعايش.وفي الواقع، تتعايش هنا بسلام مختلف المجموعات العرقية والدينية.لقد أقمنا علاقات وثيقة مع الدول المجاورة والبعيدة.نتمنى أن نرى الدول الأخرى تعيش في وئام مع بعضها البعض.إنني واثق من أن ألعاب البدو سوف تساعد على تعزيز التضامن الدولي. أصدقائي الأعزاء! “التجمع في السهوب الكبرى” هو حدث تاريخي بالنسبة لبلدنا. على مدى خمسة أيام ستستضيف سارياركا مسابقات مذهلة. وسوف يشهد العالم أجمع الإرث الغني للحضارة البدوية.أتمنى أن يكون هذا عيدًا عظيمًا للوحدة والوفاق!لتكن صداقتنا أبدية!إنه لمن دواعي سروري الكبير أن أعلن افتتاح الدورة الخامسة من ألعاب البدو العالمية!