تاجيكستان .. ارض الحضارات والطبيعة الخلابة وقبلة السياحة الجبلية
كتبت : فاطمة بدوى
تاجيكستان تعد واحدة من البلدان الأكثر إثارة للاهتمام، حيث تحتوي على عدد لا يحصى من المواقع الأثرية ،فهي إحدى أشهر المقاصد التي ينشدها عشاق النزهات الطويلة سيرًا على الأقدام الذين يبحثون عن التحدي والمغامرة نظرًا لجبالها الصخرية ، و ذكرها الرحالة العرب وأهمهم ابن بطوطة.وتبلغ مساحة جمهورية طاجيكستان أكثر من 143 ألف كيلومتر مربع، معظم أراضيها جبال لكنها غنيّة بالمياه ،و تحتل به المركز الثامن على مستوى العالم والمركز الأول على مستوى دول آسيا الوسطى حيث تمر عبر أراضيها 65% من موارد المياه في منطقة آسيا الوسطى ،كما انها من أصغر الدول في آسيا الوسطى، تحدها أفغانستان من الجنوب وأوزبكستان من الغرب وقيرغيزستان من الشمال، والصين من الشرق.مع قدوم فصل الربيع او الاحتفال بعيد النوروز الذي تحتفي بها قوميات مختلفة كالأكراد والفرس في 21 مارس سنويا ، وهو اليوم الذي يعلن فيه أيضا بداية الربيع.ويحتفل بهذا العيد حاليا نحو 300 مليون شخص حول العالم، حسب منظمة اليونسكو التي أدرجت العيد في قائمة التراث الثقافي غير المادي في عالم .و تحتفل طاجيكستان بهذا العيد الذى يمثل الثرات التارخي الهام حيث تعم البهجة و الفرحة وطاجيكستان موطن لعدد من الحضارات القديمة، بما في ذلك مدينة من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، وكان في وقت لاحق إلى منزل ممالك يحكمها أتباع الديانات والثقافات المختلفة، بما في ذلك الحضارة أوكسوس، البوذية، المسيحية النسطورية والزرادشتية، والمانوية وقد حكمت المنطقة من قبل العديد من الامبراطوريات والسلالات، بما في ذلك الإمبراطورية الأخمينية، السامانيون، الإمبراطورية المغولية، الدولة التيمورية والإمبراطورية الروسية. وتوفر الجبال طاجيكستان العديد من الفرص لممارسة الرياضة في الهواء الطلق، مثل تسلق المرتفعات وركوب الدراجات الجبلية، وتسلق الصخور والتزلج على الجليد والمشي لمسافات طويلة، وتسلق الجبال.. وجولات المشي لمسافات طويلة إلى فن وجبال بامير، بما في ذلك القمم 7000 م في المنطقة، ويتم تنظيم موسميا من قبل وكالات جبال الألب المحلية والدولية تشهد السياحة في طاجيكستان نمواً متزايداً نظراً لما تتمتع به البلاد من مقومات عديدة تجتذب شرائح كبيرة من السياح.يجد السياح العرب في طاجيكستان مكاناً ملائماً لقضاء العطلات والإجازات بين الأماكن الطبيعية الخلابة كما ان بساطة الحياة وخلوّها من التعقيدات والازدحام يعتبر عامل جذب للكثيرين أيضا وافضل وقت للسفر إلى طاجيكستان في الفترة من أول شهر مايو وحتى منتصف شهر اكتوبر حيث يبدأ الجليد في الانحسار عن قمم «جبال بامير» مما يؤدي إلى فتح الطرق المغلقة وظهور العديد من الأماكن الطبيعية الساحرة في المنطقة.وتوجد العديد من المناسبات والأحداث السياحية في طاجيكستان طوال العام لعلَّ من أشهرها الاحتفال بحصاد بعض الزهور التي تشتهر بها البلاد مثل «التوليب» و«زهرة اللبن» وغيرها.وإلى فترة غير بعيدة كانت الاحتفالات في طاجيكستان قاصرة على المناسبات الدينية خاصة الأعياد الإسلامية لكن بعد سعي الحكومة إلى تنشيط السياحة ظهرت على الأجندة الطاجيكية مجموعة رائعة من المناسبات والمهرجانات.ويتوافق مهرجان الربيع مع فترة الاعتدال الربيعي في البلاد حيث تكون الطبيعة والمناخ مهيأ تماماً للاحتفال والصخب ، حيث يتم تقديم العديد من الأطباق المحلية في الاحتفال مثل «سومولاك» الذي يحتاج جهداً كبيراً في إعداده لذلك يعهد به إلى الفتيات العذارى اللاتي يقمنَ بطهوه في الأواني الفخارية وهن يتحدثنّ ويغنين ويرقصن.• وهناك مهرجان المرقابوهو مهرجان لسباق الخيول يقام في شهر يوليو كل عام.• ومهرجان الفلكي عقد في العاصمة « دوشنبه» في الفترة من 8-12 اكتوبر وهو مخصص للشعر الغنائي على طريقة سكان الجنوب. لا يخلو المهرجان من أنشطة فنيّة وغنائية واستعراضية حضارة 3 الاف عام ويعتبر التاريخ والطبيعة أهم عوامل الجذب السياحي في طاجيكستان التي مرت بفترات حضارية مختلفة عبر 3000 عام هي عمرها لاتزال تحتفظ بأثار هذه الحضارات وعبقها.أما الطبيعة فتعرف طاجيكستان بطبيعتها الجبلية التي تحتل 93% من مساحتها، وقممها الخضراء صيفاً البيضاء شتاء مما يجعلها على قمة منتجعات الاسترخاء في العالم.العاصمة دوشانبي ويعد «المتحف الوطني» الذي يقع على مساحة 15 ألف متر مربع ويضم أكثر من 20 قاعة مختلفة الأحجام من اجمل المتاحف في البلاد ويعرض قطعاً أثرية ولوحات فنيّة من عصور مختلفة كما يوجد «المتحف الوطني للآثار» الذي يضم القطع الأثرية الأصلية التي تم استنساخها للعرض في معارض أخرى.أما لمحبي الأماكن الخضراء فيمكنهم أثناء السياحة في طاجيكستان زيارة «حديقة دوشنبه الوطنية» التي تضم تشكيلة غريبة وعجيبة من النباتات، ولا تقتصر النباتات الموجودة في الحديقة على نباتات البيئة في طاجيكستان ولكن تضم أيضاً نباتات من غابات استوائية حيث توفر إدارة الحديقة عدة أنشطة إضافية مثل العروض الفنية التي تقام في الهواء الطلق، وشاشات العرض التعليمية، ومعارض الكتب للعائلات والأطفال هناك «حديقة حيوان دوشنبه» التي تأسست خلال الحقبة السوفيتية وعرفت حينئذٍ بأنها من أفضل حدائق الحيوان في آسيا الوسطى وفيما يخص السياحة العلاجية فأن طاجيكستان تتميز بالمنتجعات السياحة العلاجية في عدة مناطق منها دوشانبي على قمة الجبال الثلجية التي تحيط بالمدينة وفي منطقة «خوجه اوبي قارم» تحديداً توجد مصحة علاجية لأمراض امراض المفاصل والروماتيزم وآلام الظهر ،حيث يتم العلاج في هذا المنتجع بالمياه الكبريتية الساخنة التي تنبع من داخل الصخور الجبلية بدرجة حرارة 98 درجة.

كما تضم المياه عناصر طبيعية علاجية مثل الرادون والفلور بالإضافة إلى الكبريت، ويقدم المصحّ أكثر من 20 خدمة علاجية مثل العلاج الكهربائي والتدليك.يقع هذا المركز العلاجيّ على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر ويوفر سكن ومستشفى وفندق للإقامة طوال فترة الاستشفاء بالإضافة إلى المناظر الطبيعية التي تتمثل في انسياب الأنهار العذبة من قلب الجبال. ونجد مدينة خوجند أحد اقدم المدن في منطقة وسط آسيا إذ يمتد عمرها لأكثر من 2500 عام وتعد ثاني أهم الأماكن التي يجب زيارتها أثناء السياحة في طاجيكستان للتعرف على تاريخها الطويل.

شهدت المدينة أحداثاً جساماً في التاريخ منها التصدي لجيوش الاسكندر الأكبر وجنكيز خان والجيوش الروسية التي رحلت جميعاً وبقيت “خوجند”.بحيرة إسكندر كول تشتهر طاجيكستان بوجود العديد من البحيرات الجبلية والتي يقدر عددها بنحو 1450 بحيرة في كل البلاد، وأكبر هذه البحيرات هي بحيرة «كاراكول» التي تقع على ارتفاع 3914 متر، وهي

بحيرة مالحة يعتقد أنها تكونت في حفرة خلفها سقوط أحد النيازك منذ 25 مليون عام.