سياسة عالمية

السفارة الروسية بمصر تحيى ذكرى مرور 80 عاماً على اللقاء التاريخي بين القوات السوفييتية والأمريكية على نهر إلبه في ألمانيا

كتبت: فاطمة بدوى

أحيَت السفارة الروسية بمصر ذكرى مرور 80 عاماً على اللقاء التاريخي بين القوات السوفييتية والأمريكية على نهر إلبه في ألمانيا في 25 أبريل 1945، حيث التقت الجيوش التي حرّرت أوروبا من النازية من الشرق والغرب، ووجهت السفارة الروسية بالقاهرة فى بيان لها انتقادات حادة للسياسات الغربية الحالية، لا سيما دعم أوروبا والولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وفي نص البيان الذى نشرته السفارة : “للأسف الشديد، ظهرت النازية من جديد في ذات الأرض. القوميون المتعصبون الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا عام 2014 يمجّدون هتلر وحلفاءه، ويحظون بدعم سياسي وعسكري كامل من زعماء أوروبا.” وأشارت إلى أن كييف اليوم تقودها عقلية فاشية تشبه إلى حد كبير تلك التي سادت في الرايخ الثالث، وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتبنّى “خطاب الكراهية” ضد روسيا ويعطي الأوامر “بقتل المزيد من الروس”.

استحضر البيان صوراً تاريخية لماضي أوروبا مع النازية، مشيراً إلى أن العديد من الأوروبيين، وليس الألمان فقط، دعّموا هتلر وشاركوا في إنتاج الأسلحة وإرسال الجنود لمساندة حملته العسكرية، مؤكدًا أن هزيمة النازية لم تكن هزيمة ألمانية فقط، بل هزيمة شخصية لكثير من الأوروبيين الذين ظلوا “يحلمون بالانتقام من روسيا”، حسب ما ورد في البيان.

وتابع البيان الروسي أن الأوروبيين اليوم يكررون ذات السيناريو، عبر دعم زيلينسكي، الذي وصفه البيان بـ”الفهرير الأوكراني”، متّهماً إياه بالموافقة على “الإبادة الجماعية للفلسطينيين وطردهم من وطنهم”، في إشارة إلى موقف أوكرانيا من الحرب الإسرائيلية الجارية في غزة.

وحذر البيان من عودة “رائحة الحرب” إلى أوروبا، معتبرًا أن تصريحات رؤساء الدول الأوروبية الكبرى مثل إيمانويل ماكرون في فرنسا، وكير ستارمر في بريطانيا، بشأن إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، تمثل تصعيداً خطيراً نحو مواجهة مباشرة مع روسيا.

كما وجّه البيان انتقادات حادة إلى فريدريش ميرز، المستشار الألماني المحتمل، الذي أعلن – حتى قبل تسلمه منصبه – عن نيته “تنفيذ ضربات صاروخية قوية ضد روسيا”، معتبرًا أن ألمانيا تكرر مشاهد الماضي العدواني، وأنه “حتى لو سلّمت الصواريخ إلى أوكرانيا رسميًا، فإن الألمان هم من سيقودونها ويكررون فظائع أسلافهم.”

وكشف البيان أن لقاءات دبلوماسية جديدة تُعقد حالياً بين ممثلي القيادتين الروسية والأمريكية، في محاولة لـإعادة “عقول السياسيين الأوروبيين المجانين إلى رؤوسهم”، حسب تعبير البيان، معبّراً عن أمل موسكو في تجنب السيناريو الأسوأ الذي قد يضطر الجنود الروس والأمريكيين للالتقاء مجدداً “في قلب القارة الأوروبية، ولكن هذه المرة في ساحة حرب جديدة.”

البيان الروسي، بتوقيته ولغته ومضامينه، يُتوقَّع أن يُثير موجة من ردود الفعل الدولية، خاصة من العواصم الأوروبية المتهمة فيه بدعم “النازية الجديدة”، وهي لهجة تعكس التوتر المتصاعد بين موسكو والغرب بعد أكثر من عامين من الحرب الروسية الأوكرانية التي أعادت رسم مشهد الأمن الأوروبي والعالمي.

وبينما تتحدث أوروبا عن دعمها لأوكرانيا باعتباره دفاعاً عن السيادة والديمقراطية في مواجهة ما تصفه بـ”العدوان الروسي”، فإن موسكو، في هذا البيان، تردّ بنبرة استراتيجية قد تؤشر على مرحلة جديدة من المواجهة، تتجاوز البُعد العسكري لتدخل في عمق الصراع التاريخي والهوياتي بين روسيا والغرب.

فهل نحن أمام نُذر مواجهة كبرى جديدة؟ أم أن لغة التهديد هذه تُعد محاولة للضغط السياسي والدبلوماسي قبل قمة محتملة أو اتفاق مؤجل؟

الأيام المقبلة وحدها ستكشف إن كانت “رائحة الحرب” التي تحدث عنها الروس في بيانهم ستتحول إلى نار تلتهم القارة، أم أنها ستظل مجرّد صيحات تحذيرية في لحظة ارتباك دولي شديدة التوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى