أمسية موسيقية لجوقة مدينة "تاراغونا " بمشاركة الفنان المغربي عمر بنلمليح تتالق في سماء التميز والتفوق
المغرب:محمد سعيد المجاهد
بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية بتاراغونا،المملكة الإسبانية تم تنظيم أمسية موسيقية لجوقة مدينة تاراغونا بمشاركة الفنان المغربي عمر بنلمليح يوم الأحد 02 يونيو 2024.وذلك والشعب المغربي يستعد للاحتفال بالذكرى الفضية(25) لتربع العاهل المغربي الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.وكان هذا الحفل الموسيقي مُناسبة لإبراز أهمية الفن في حياة الأفراد و كذا لإبراز التنوع الثقافي للمدينة خصوصاً ان هذا اللون الغنائي هو مزيج من الموسيقى الروحية الأندلسية و العربية و الإسبانية، ذو شُهرة عالمية بفضل انصهار الموسيقى الروحية مع الوان موسيقية مُتنوعة.وتُعتبر الموسيقى من أكثر الفنون تأثيراً في النفس، حيث تنقل المستمع إلى حالة من النشوة الروحية والارتقاء بالمشاعر. وما يمنح الموسيقى قوة تأثيرها، تطورها الدائم الذي يحمل دوماً بعد مرحلتها الزمنية. يعتبر فن الموسيقى الأندلسية، فناً عربياً فريداً قائماً بحد ذاته.وصف الفيلسوف والعالم العربي يعقوب بن اسحاق الكندي (800 873) الذي وضع أول سلم للموسيقى العربية بالأحرف الأبجدية الموسيقى بقوله، (تعمل الموسيقى على توسيع وتقليص وتهدئة انفعالات الروح). وأسوة بجميع الفنون والعلوم العربية التي تألقت في عصرها الذهبي، برزت الموسيقى الأندلسية .وبدخول الإسلام إلى الأندلس عام 713 م. أقامت خلافة أموية منفصلة عن الخلافة العباسية في بغداد، خلافتها في الأندلس واتخذت من قرطبة عاصمة لها، وأنشأت في القرن التاسع الميلادي مدارس كان القصد منها التفوق على مدارس بغداد. وتـُوج إنشاء المدارس والمعاهد بتأسيس أول كلية موسيقية في سالامانك. وأصبحت قرطبة بؤرة للثقافة الموسيقية، وصدحت فيها وفي غيرها إبداعات امام الغناء العربي زرياب الذي تلقن أصول الموسيقى الفارسية والعربية على يد الموسيقار الفذ اسحاق الموصلي.ففي البداية توجه أبو الحسن علي بن نافع مولى المهدي الملقب بزرياب إلى مدينة قيروان بالمغرب ، بعدما أُبعد عن بغداد لانتشار صيته في الغناء وخشية معلمه اسحاق الموصلي من تفوقه عليه، والتحق بخدمة بني الأغلب.
وعندما غضب عليه زيادة الله الأغلبي، ركب البحر إلى الأندلس، فكان عند الأمير ابن الحكم. في الأندلس لقي حفاوة كبيرة.واعتبر أحد أركان الغناء العربي بالأندلس، حيث كان أول من أدخل غناء المشارقة إلى المغرب، وما عُرف بألحان الموشحات الأندلسية. وسرعان ما اشتهر مذهبه في التعليم. وبدأ بتعليم تلاميذه الإيقاع أولاً لضبط حركات اللحن، ثم الغناء على الإيقاع دون ترسل، وبعدها الغناء بإيقاع وترجيع.إضافة إلى زرياب، برز عبقري آخر هو الفيلسوف والطبيب محمد الفارابي (874 950)، حيث رويت عنه الأساطير في باب الموسيقى، فهو من اخترع الآلة الموسيقية المعروفة بالقانون إلى جانب كتابه (كتاب الموسيقى الكبير)، و(في إحصاء الإيقاع)، و(كلام في النقلة). كما ساعد على ازدهار الموسيقى الأندلسية، تعدد الآلات الموسيقية المستخدمة، كالعود ذات الخمسة أوتار بدلاً من أربعة، مع استخدام القيثارة والقانون والرباب والكمنجة والسرناي (آلة تركية)، والعديد من الآلات الجديدة