ترسخ ثقافة الحوار والتعاون في المجال الثقافي استعدادا لترشيح المدينة كعاصمة متوسطية للثقافة من شعب لشعب : "تطوان بفلب مفتوح ببلدة "أوخين"الإسانية سنة 1999
كتب:محمد سعيد المجاهد
في إطار الجهود المبذولة من طرف المجلس الجماعي لتطوان والأطر الجماعية ,للنهوض بحاضرة تطوان ثقافياً،وتمكينها من تبوء مكانة تليق بتاريخها العريق وموقعها الاستراتيجي في مُختلف المجالات ،وخصوصاً منها الثقافية.ومن ذكرياتي الخالدة في خدمة الوطن مُنذ عقود،كان لبد لي أن أُعرف بالمُبادرات الوطنية الثقافية وخاصة بين المملكتين المغربية والاسبانية،وذلك في التسعينات من القرن الماضي، حيث كنا ننظم تظاهرات وملتقيات بالمدن الإسبانية بمشاركة الجوق الأندلسي لتطوان برئاسة الفنان سعيد مشبال،ونتمنا عدة سهرات في إقليم مالقا وخاصة “كوماريست” وفي رمضان 1999،نظمت جريدة “تحولات”الاي كانت تصدر باللغتين العربية والاسبانية الأيام الثقافية تحت شعار:من شعب لشعب “تطوان بقلب مفتوح ببلدة أوخين “بإبليم مالقا،نظراً للصداقة التي كانت تجمعني مع عمدة بلدة أوخين،وكانت المبادرة الثقافية الوطنية ناجحة بفضل تضحية رعايا العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله، وهو في السنة الأولى لجلوسه على عرش أسلافه الميامين.شاركت في هذه الايام الثقافية الوطنية فعاليات مغربية من تطوان خادمة الاعتاب الشريفة،من موسيقيين وأهل الفن التشكيلي والصناعة التقليدية.وبدعم من بلدية “أوخين”وبمياهمة أهل الموسيقى الأندلسية اذكر منهم الراحل عبد الله اشقارة وسعيد مشبال وهشام الزبيري ورشدي المفرج ومصممة القفطان المغربي مريم المودن والفنانة التشكيلية فريدة الحضري والفنان التشكيلي عبد القادر اولاد صالح و مصطفى الكمحيوي ومصطفى الحمراني وحضور الفنان المغربي سهيل السرغيني والقائمة طويلة. وتُوج هذا العمل الفني الوطني الذي جعل فرار البوليساريو من هذه البلدة بقوس أطلق عليه اسم “قوس عهد الملك محمد السادس ” وبترخيص من مستشار جلالة الملك الدكتور علالي السي ناصر وفي غياب حضور بلدية تطوان.لكن في شهر أبريل سنة 2000،أفي حفل افتتاح القوس حضر وفد من الشخصيات المرموقة المغربية والعربية والأجنبية يتقدمهم الراحل محمد العربي المساري وزير الإتصال السابق،ولا أنسى الدور الفعال الذي لعبته القنصلية العامة الإسبانية بتطوان لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية الفنية الاي تُقرب الشعبين الإسباني والمغربي وتُقوي الصداقة الإسبانية العريقة. فبعد 25 ستة من تنظيم هذه التظاهرة اجتمعت بتطوان نائبة رئيس جماعة تطوان السيدة نادية شادي ،المفوضة في القطاع الاجتماعي بممثلي القسم الثقافي بالسفارة الاسبانية بالرباط ،وهما السيد دانييل فيالباكوميس والسيدة كارمن مارتين لوكرو ، في إطار مشروع برنامج “سيركا “ بحضور السيد ادريس المجاهد المكلف بمصلحة العلاقة مع الجمعيات والتنشيط الثقافي والرياضي، وأطر المصالح الجماعية ذات الصلة ،وذلك صباح يومه الثلاثاء 28ماي 2024 بفضاء المشاركة المواطنة ، من أجل تدارس الخطوط العريضة للتعاون بين الطرفين ،ووضع خارطة طريق للتنزيل الأمثل للمشروع ، والترسيخ لثقافة الحوار والتعاون في المجال الثقافي وفق البرنامج المسطر . ورحبت السيدة نائبة رئيس جماعة تطوان بالحضور الكريم ,مشيرة أن هذا الاجتماع والتعاون اليوم جاء نتيجة اجتماعات سابقة ،جمعتها بمدير سيرفانطيس ووكالة التعاون الدولي بمقر السفارة بالرباط ،حيث انبتق هذا المشروع المتمثل في تطوير المدينة ثقافيا ، وإغناء أواصر الحوار بين مدن الضفتين، مضيفة أن هذا اللقاء ما هو إلا ثمرة اللقاءات السابقة من أجل تدارس تنزيل سبل التعاون المادي والمعنوي مع شركائنا الاسبان ،خصوصا وأن جماعة تطوان جماعة الابداع والانفتاح ،لافتة الانتباه أن الشركاء الاسبان قد أبانوا على استعدادهم الكبير لدعم الحمامة البيضاء في ترشيحها ،لتصبح عاصمة الثقافة والحوار لمدن البحر المتوسطي لسنة 2026 ،كما أن المدينة تمثل الدولة المغربية في هذا الترشيح المشرف والذي سوف تكون له أبعاد ثقيلة على مجالات عدة .

بدوره أشاد الوفد الاسباني بهذه المبادرة وهذا المشروع , ،مؤكدا على دعمه للمشروع الثقافي ،مضيفا أن هناك اقتراحات سوف يتم تنزيلها ،وبرامج مستقبلية تخص الجانب الثقافي والتعايش، لكون أن معهد سيرفانتيس شريك جماعة تطوان في المجال الثقافي .ونتمنى إعادة إعتبار للحمامة البيضاء تطوان وخاصة في المشهد الثقافي والفني.