الأنانية والتنصل عن حب
الخير بقلم : حازم القيسي
عندما ننظر إلى تنصل البعض من إنسانيته وحب الخير بجميع معطياته والاتجاه إلى نقيض ذلك من الأنانية والطمع والامبالاة بظروف ومشاعر فئات منا لم تحالفهم الحظوظ في مقومات الحياة والعيش الهنئ ووجد وبكثرة حب المظاهر الزائفة التي يترتب عليها بُعدنا عن القيم والإحساس كل منا بالآخر، ولم نعد نميز الحق من الباطل وتكاد أن تُمحى صفات البذل والعطاء حتى في كلماتنا …عليهم واقصد المتنصلين عن انسانيتهم مراقبة انفسهم قبل مراقبة الآخرين ولا ينفصلون عن ارواحهم ولا يكون باطنهم غير ظاهرهم …هؤلاء يضيعون انفسهم وهم لا يعلمون يقول امامنا علي (عليه السلام) بحقهم : “عجبت لمن ينشد ضالته، وقد أضل نفسه فلا يطلبها”اذا اردنا معرفة جوهر انفسنا علينا محاسبة انفسنا قبل ان نحاسب من الناس ، ننظر مالنا وعلينا ، وقبل أن نحاسب أنفسنا يجب أن نعرف أنفسنا لنحاسبها، يجب أن نعثر على أنفسنا قبل كل شيء، لننظر هل نحن في مكاننا ونعمل وفق مكانتنا … والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا عندما يصل بعض الناس إلى مقام معين ينسون كل شيء؟ وعندما يصل آخرون إلى ذلك المقام لا يطرأ عليهم أي تغير، ولا يؤثر المال والمقام عليهم؟ من أجل أن يعرف الإنسان أنه قد ضيع نفسه أم لا، فلينظر هل هو ماش أم راكب، فإذا رأى أنه يمشي فهنيئاً له، وإذا رأى أنه راكب فليعلم أنه قد ضيع نفسه وبالتالي ضيع جوهر نفسه ويكون باطنه ليس كظاهرة …عندما يكون باطن الانسان كظاهرة يعلم حينها مدى عمق ذلك الجوهر الذي تنبع منه الإنسانية بفلسفتها وعمق معانيها ، لذلك علينا ان نغوص الى اعماق انفسنا لنعرف اين موقعنا من الإنسانية وأين موقعها منا .