في اليوم العالمي لحرية الصحافة
بقلم : عايده حسن عيد
الصحافة بدون حرية والبرامج الساخرة المليئة بالإيحاءات الوقحة تفوز بأعلى نسبة مشاهدة وتتراس الحرية في لبنان .
بعد التراجع الواضح في الديمقراطية اصبحت الصحافة اللبنانية معصوبة العينين تائهة بين الحرية والصمت ..
وبين إدانة للقيود واستقالة الرأي الحر نجد أن عدد من وسائل الإعلام تقيدت حريتهم بالتعبير عن الواقع ولم يعد بإمكانهم نقل الخبر الحقيقي فأخذ بعضهم الصحافة والإعلام إلى الابتذال والانحدار والتشويه، فأصبحت المحطات التلفزيونية في لبنان تبيع وتشتري ،تلعب وتتلاعب في الرأي العام وتعرض البرامج الفاضحة بكل حرية ليصبح التعبير هنا أهم من تسليط الضوء على القضايا التي تعالج الوطن .
واذا عدنا إلى الدستور سنقرأ عن الحق المشروع لكل مواطن لبناني ليس فقط الصحافي، فعندما يختل تطبيق الدستور في شتى المجالات لا تبحث عن الحرية عليك البحث عن وطن .
وللإعلام المرئي في لبنان دورًا هاما في نشر الرذيلة وانحلال المجتمع وهنا تم استخدام حرية التعبير بالشكل الخاطئ وتم تدنيس صورة الشعب اللبناني الحقيقي وتعرضت المرأة اللبنانية للشبهة بأخلاقها وسلوكها والفضل يعود لتلك البرامج التي جعلت المرأة سلعة رخيصة تحت خطوط حرية التعبير ……
فأين دور وزارة الإعلام ونقابة الصحافة في اختيار البرامج التي تُعرض للعالم بأسره واين المعايير التي تحترم الأطفال والمراهقين ؟
وتطالبون الأهل بالرقابة وتلك البرامج المسيئة للوطن اصبحت في متناول جميع وسائل التواصل الإجتماعي وباستطاعة المراهق مشاهدتها في اي وقت .
لا نريد حرية في التعبير الجسدي والأخلاقي والجنسي نريد حرية لكل صحافي وإعلامي ينقل الحقيقة بضمير ويعمل على نشر الصورة الأجمل للوجه الآخر من لبنان .
ولا نريد مواقع إخبارية تلهث وراء الشهرة بنشر اي خبر دون التحقق من مصداقيته فالصحافة لم تعد سلطة رابعة كما يُقال …
الصحافة سلطة ظالمة تشارك في الفساد عندما تخالف قواعد المهنة .
ولا نريد دخلاء على عالم الصحافة والإعلام فهناك شروط والتزامات للدخول إلى عالم الصحافة
يتوجب على كل من يدخل إلى الصحافة كموهبة أن يتعلم شروط الصحافة وأولها الأخلاق واتقان اللغة العربية واختيار مفردات لا تخدش الحياء وعدم التحيز وطرح راي خاص فالصحافي هو مرآة المجتمع وعين الحدث يعكس الحقيقة بالطريقة الأمثل ويحارب لتطوير ذاته بشكل افضل .
وإذا اردنا المقارنة بين صحافة الماضي والحاضر ستكون المقارنة درسًا قاسيًا لكل صحفي او إعلامي في الوقت الحالي يستعرض من اجل الشهرة …فالحياء والصدق والشجاعة والثقافة والأدب والاحترام كانوا من أبرز عناوين الصحافي المرموق الذي يعيش في ذاكرتنا مهما مرت السنين .
فتحية لأقلام ووجوه واصوات تركوا بصمة عظيمة في عالم الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة ..
وتحية إجلال وفخر لكل صحفي وإعلامي استشهد دفاعًا عن وطنه.