الجزء الثاني : بقلم حازم القيسي
الكثير منا يطرح المشاكل ويهرب من الحلول في مقالي السابق طرحت مكامن الخلل في فكر مجتمعنا ، واليوم اطرح الحلول باذن الله تعالى لغرض معالجة الاختلال الفكر في مجتمعنا نحتاج الى فكر حضاري إنساني عادل متوازن، له هدف واضح يسعى لتحقيقه، وهو فكر عالمي يصلح لكل البشرية، وليس محصوراً في العرب والمسلمين فقط …فكر الوسطية والاعتدال يطُبق عملياً وقابل للتطبيق من جديد، أما الأطروحات البشرية فكثير منها بقي مجرد أفكار، ولم تطبق عملياً على أرض الواقع، مثل فكرة المدينة الفاضلة التي نادى بها بعض الفلاسفة قديماً…يتوافق مع العقل السليم، ولا يتصادم مع المنطق والعلم وبعيد عن الجهل والتعصب، بعكس الاجتهادات البشرية أو الأديان التي نال منها التحريف، والتي تعارضت مع العقل والعلم ، ولا يتوقف عند المعقول ويؤمن ايمان قاطع بالمنقول …فكر يمكن تشبيه مثل نهر دائم الجريان ولا يتوقف ، وبذلك يمكن التخلص من الدرن الذي أصاب الفكر العربي ، ليتجاوب مع قضايا العصر، ومستجدات الحياة، فلا تجد أي قضية جديدة أو مسألة معاصرة، إلا واسلامنا الحنيف فيها رأي أو حكم أو موقف…وعندما شبّهت الفكر الإسلامي بالنهر فأنا أعني ما أقول، فالنهر ليس خطاً، بل مساحة لها ضفتان، وكذا الفكر الإسلامي له حدود ذات اليمين وذات الشمال، وفيه خطوط كثيرة، بعضها أقرب إلى اليمين، وبعضها أقرب إلى اليسار، إذا تجاوزت إحداها دخلت في التفريط، وإذا تجاوزت الأخرى دخلت في الإفراط
