" المنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية تتجاهل الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين ولبنان ومناطق أخرى"
إسطانبول-تركيا: محمد سعيد المجاهد
قال رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال مشاركته في المعرض الدولي الرابع لمنظمات المجتمع المدني: إن “آليات الحوكمة العالمية والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الدولية تتجاهل الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين ولبنان والعديد من المناطق الأخرى. ويجري تنفيذ تعتيم كامل لصالح إسرائيل لمنع ظهور الفظائع إلى الواجهة”.ولقد شارك الرئيس أردوغان، في المعرض الدولي الرابع لمنظمات المجتمع المدني الذي تم تنظيمه من قبل اتحاد المنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي (UNIDS)، ووقف المنظمات التطوعية التركية (TGTV)، في مطار أتاتورك بإسطنبول بالجمهورية التركية.”دماء الشهداء والجرحى الفلسطينيين لا تلطخ أيادي قاتليهم فحسب بل والذين لا يمنعون وقوع تلك الجرائم أيضاً”وقال الرئيس أردوغان: إن “العالم ولاسيما العالم الإسلامي، يمر باختبار صعب، وحصار شامل، وحلقة من نار معدة بتخطيط ماكر. أنظروا إلى جوارنا مباشرة في فلسطين، حيث يتم قتل المظلومين والأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين بوحشية منذ 14 شهرا. بالمقابل آليات الحوكمة العالمية والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الدولية تتجاهل الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين ولبنان والعديد من المناطق الأخرى. ويجري تنفيذ تعتيم كامل لصالح إسرائيل لمنع ظهور الفظائع إلى الواجهة. إن الدول المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان تعمل على تأجيج الظلم بدعمها لإسرائيل بدلاً من محاولة وقف المذابح والإبادة الجماعية”.وتابع الرئيس أوردغان: ” أريد أن أشارككم بعض الأرقام بقلب منكسر. لقد مر أكثر من 400 يوم منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة. استشهد خلالها ما يقرب من 50 ألفًا من إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين، 70 بالمائة منهم نساء وأطفال. وأصيب أكثر من 700 ألف من إخوتنا. واضطر 1.9 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم والأراضي التي ولدوا ونشأوا فيها. إن دماء الشهداء والجرحى الفلسطينيين لا تلطخ أيادي قاتليهم فحسب بل والذين لا يمنعون وقوع تلك الجرائم أيضا. إن الهدف الخبيث وراء الهجمات التي دمرت 160 ألف مبنى وألحقت أضرارًا جسيمة بـ 436 ألف مبنى في غزة أصبح مفهوما بشكل أفضل مع مرور الأيام. يحاول أكثر من مليوني فلسطيني، مسجونين في منطقة ضيقة، التشبث بالحياة في ظل ظروف صعبة، ويواصلون بعزيمة نضالهم الشاق ضد الجوع والعطش ونقص الدواء. كان الله في عون جميع إخواننا الذين يواجهون الظلم والظالمين في فلسطين ولبنان وفي كل أنحاء العالم. أسال الله تعالى الرحمة لأرواح كافة الشهداء، وخاصة أخي إسماعيل هنية، وأتمنى الشفاء العاجل لإخوتنا الجرحى”.”يتعين علينا كعالم إسلامي أن نتخذ موقفاً مشتركاً ونتصرف كجسد واحد”كما بعث الرئيس أردوغان تحياته إلى أبناء فلسطين الشجعان وقال: “أدعو الله أن ينصركم جميعاً. وأن يوفقنا لرؤية قيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ورؤية إعادة بناء فلسطين وإحيائها، وتحريرها من جديد. من ناحية أخرى إن تركيا ستواصل جهودها الرامية لوضع القدس تحت مظلة أمن دولية بما يتوافق مع خصوصيتها”.وأوضح أنه “يتعين علينا كعالم إسلامي أن نضع خلافات الرأي جانباً وأن نتخذ موقفاً مشتركاً ونتصرف كجسد واحد”.”لا يمكن لمجتمع تعرضت بنيته الأسرية للاستهداف والاضمحلال أن يبقى على قيد الحياة”حذّر الرئيس أردوغان، من الأفكار والتيارات “الدنيئة” التي تستهدف بنية الأسرة تحت مسمى حقوق الإنسان، مشدد على حماية الأسرة، التي هي أساس المجتمع، واستطرد بالقول: “لا يمكن لمجتمع تعرضت بنيته الأسرية للاستهداف والاضمحلال أن يبقى على قيد الحياة”.”نؤيد قرار الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية”وذكّر الرئيس أردوغان، الشعب التركي ملئ الساحات والشوارع والطرق في كل فرصة للاحتجاج على الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الإدارة الصهيونية في غزة، مضيفاً: ” قررنا التدخل في القضية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وقمنا بتفعيل آليات اتخاذ القرار والتنفيذ على المستوى الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إن تركيا هي إحدى الدول التي تقدم الدعم الأقوى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. ونحن نعمل جاهدين من أجل خلق موقف مُشترك في العالم الإسلامي، ولكي يتخذ المسلمون موقفاً موحداً حيال القضية الفلسطينية. لقد حشدنا كل مواردنا في الساحة الدولية من أجل الاعتراف بدولة فلسطين. رغم كل الحملات ضدي شخصياً والضغوط من قبل اللوبي الصهيوني ومؤيدي إسرائيل إلا أننا لم نغير موقفنا أبداً. وسنواصل جهودنا لضمان اتخاذ التدابير القسرية لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين في أقرب وقت ممكن”.وتابع: “نحن نؤيد قرار الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. ونرى أنه من المهم أن يتم تنفيذ هذا القرار الشجاع من قبل كافة الدول الأطراف في الاتفاقية من أجل تجديد ثقة الإنسانية في النظام الدولي. يتعين على الدول الغربية، التي دأبت لسنوات على تلقين العالم دروسا حول الحقوق والقانون والعدالة وحقوق الإنسان، أن تفي بوعودها في هذا السياق. إن تركيا قامت بواجبها الإنساني والضميري والأخوي منذ اليوم الأول لمجزرة غزة والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان”.