من روائع القصص أبو بكر الصديق رضي الله عنه

بقلم : د. ميرفت إبراهيم
MervatQa@
mervat_ibrhaim
هو عَبدُ اللّٰهِ بنُ أَبي قُحَافةَ التَّيمي القُرَشيّ وهو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة، وهو وزيرُ الرسول (صلى الله عليه وسلم) مُحمد وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة. يعدُّه المسلمون خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصَّحابة إيمانًا وزهدًا، وأحبَّ الناس إلى النبي مُحمد بعد زوجته عائشة، بنت أبي بكر، وعادة ما يُلحَق اسمُ أبي بكرٍ بلقب الصّدِّيق، وهو لقبٌ لقَّبه إياه النبي مُحمد لكثرةِ تصديقه إياه.
أبو بكر الصّدّيق الصَّاحِب، الأَتْقَى، الأَوَّاه، ثَانِي اثْنَيْنِ فِي الْغَار، خَلِيْفَةُ رَسُولِ اللّٰه، سَيَدُنَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، ولد في مكة، تهامة، شبه الجزيرة العربية، عام ٥٠ قبل الهجرة أو عام ٥٧٣ م بعد عام الفيل بسنتين و٣ أشهر، وتوفي في العام الـ ١٣ بعد الهجرة في المدينة المنورة، الحجاز، شبه الجزيرة العربية.
المقام الرئيسي يوجد في المسجد النبوي، إلى جانب قبر النبي محمد وعمر بن الخطاب، في المدينة المنورة.
أبوه: أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو التيمي القرشي، وأمه: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمية القرشية.
زوجاته: قتيلة بنت عبد العزى، وأم رومان بنت عامر، وأسماء بنت عميس، وحبيبة بنت خارجة.
ذريته: عبد الرحمن، وعبد الله، ومحمد، وأسماء، وعائشة، وأم كلثوم. وكان من أغنياء قُريش في الجاهليَّة، وحامل الديات.
إسلامه وأعماله ووفاته
دعاه النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلمَ دون تردد، فكان أول من أسلم مِن الرجال الأحرار. ثم هاجر أبو بكر مُرافقًا للنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وشَهِد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي، ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه في المدينة، أمر أبا بكر أن يَؤمَّ الناس في الصلاة. توفي النبي يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وبويع أبو بكر بالخِلافة في اليوم نفسه، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويُرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحُكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشَّام، ففتح مُعظم العراق وجزءًا كبيرًا من أرض الشَّام. توفي أبو بكر يوم الإثنين 22 من جمادى الآخرة سنة 13هـ، وكان عمره ثلاثًا وستين سنة، فخلفه من بعده عمر بن الخطاب.
أبوبكر الصديق ومسيلمة الكذاب
ادعى مسيلمة بن حبيب الحنفي النبوة في عهد النبي محمد، وكان قومه بنو حنيفة في اليمامة قرب العيينة، فلما تولى أبو بكر الخلافة أمر خالد بن الوليد أن يقصد اليمامة، فسار خالد إلى اليمامة وجهَّز معه المسلمين، فسار لا يمر بأحد من المرتدين إلا نكل به، وسيَّر أبو بكر جيشًا كثيفًا ليحمي ظهر خالد، فلما سمع مسيلمة بقدوم خالد عسكر بمكان يقال له عقرباء في طرف اليمامة، وجعل على مجنبتي جيشه: المحكم بن الطفيل، والرجال بن عنفوة. والتقى خالد بعكرمة وشرحبيل، فتقدم وقد جعل على مقدمة الجيش شرحبيل بن حسنة وعلى المجنبتين زيد بن الخطاب وأبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
وحمل خالد وسار لقتال مسيلمة، وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله، ثم رجع ووقف بين الصفين ودعا البراز وقال: «أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد»، ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ: «يا محمداه»، وجعل لا يبرز له أحد إلا قتله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى انتصروا، وولى المرتدون الأدبار، واتبعهم المسلمون حتى ألجؤوهم إلى «حديقة الموت»، وقد أشار عليهم محكم بن الطفيل بدخولها، فدخلوها وفيها مسيلمة الكذاب، وأدرك عبدُ الرحمن بن أبي بكر محكمَ بن الطفيل فرماه بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله، وأغلقت بنو حنيفة الحديقة عليهم وأحاط بهم الصحابة، فقال البراء بن مالك: «يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم في الحديقة»، فاحتملوه فوق الجحف (أي التروس) ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخل المسلمون الحديقة من الباب الذي فتحه البراء وفتحوا الأبواب الأخرى وحوصر المرتدون، وخلص المسلمون إلى مسيلمة الكذاب، فتقدم إليه وحشي بن حرب فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة فضربه بالسيف فسقط، فنادت امرأة من القصر: «وا أمير الوضاءة قتله العبد الأسود»، فكانت جملةُ من قُتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبًا من عشرة آلاف مقاتل وقيل إحدى وعشرون ألفًا، وقُتل من المسلمين ستمائة وقيل خمسمائة، ثم بعث خالد الخيول حول اليمامة يلتقطون ما حول حصونها من مال وسبي.
هذا عرض موجز لسيرة أبي بكر الصديق في هذه الأيام المباركة وأدعو الله لي ولكم بتقبل صالح الأعمال.
……………………………………………