ننشر : كلمة سيسينخان ماخانبيت فى ندوة سفارة كازاخستان بالقاهرة حول " دور الحاج عبد الستار دربيس على فى خدمة الإسلام بكازاخستان "
كتبت: فاطمة بدوى
القى سيسينخان ماخانبيت صحفي مكرَّم في جمهورية كازاخستانوحاملُ وِسامِ الشرفِ بمدينة أستانا كلمة خلال ندوة سفارة كازاخستان بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى ندوة تحت عنوان “دور الحاج عبد الستار دربيس على فى خدمة الإسلام بكازاخستان “مساهمةُ عبد الستار حاجي دربيسالي في تطويرِ الحضارةِ الإسلاميةِ في كازاخستانالسادة والسيدات الأعزاء! جمهوريةُ كازاخستان بعد إعلانِ استقلالِها في عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين أصدرتْ أولاً عدةَ قوانينَ من أجلِ أن تُعرِّفَ نفسَها كدولةٍ ديمقراطيةٍ عِلْمانيةٍ في نظَرِ المجتمعِ العالَمي. وكان أحدُ هذه القوانينِ هو قانونُ حريةِ اختيارِ الدينِ وقانونٌ عن الجمعياتِ الدينية.مجتمعُ المسلمين الذي كان ابتعدَ عن الدينِ لمدةِ ما يَقْرُب عَن قَرنٍ مِن الزمان قام ببناء المساجدِ في العديدِ من الأماكن وبدأ المسلمون جميعُهم يتمسكون بالدين. وكان من الضروريِّ إنشاءُ إدارةٍ دينيةٍ في الدولة. وسُرعانَ ما تم إنشاءُ هذه الإدارة. وأنا منذ ذلك الوقت على اتصالٍ وثيقٍ بالإدارةِ الدينية، وكنت من أحدِ الأشخاصِ الذين ناضلوا من أجل كتابةِ أولِ ميثاقٍ وتسجيلِه لدى وزارةِ العدل. وكان قليلٌ مَن هُم على درايةٍ بأمورِ الدين. وكانت الأولوية القُصوى هي فتحُ مدارسَ ومعاهدَ لتخريج أئمةٍ عظماءَ.كان الوضعُ الدينيُّ في الدولةِ ومتطلباتُ العصر يَستلزِمان وجودَ قائدٍ يستطيعُ إعادةَ تنظيمِ الإدارةِ الدينيةِ وتصريفَ الشؤونِ الدينيةِ بطريقةٍ حضارية. فهكذا في عام ألفين في قوريلتاي (اجتماع) تمَّ انتخابُ العالِمِ ذي شَرقيٍّ المعروفِ وخبيرِ اللغةِ العربيةِ والدبلوماسيِّ أبستار حاجي دربيسالي مفتيًا رئيسيًا للإدارة الدينية الإسلامية في كازاخستان.هذا الرجل بصفته المفتي الرئيسي تولَّى أولاً الأعمالَ الأهمَ تقدُّمًا، مثلَ إنشاءِ المؤسَّساتِ التعليميةِ الدينية، وجعلِها مؤسساتٍ تعليميةٍ حديثة، وتسجيلِ المساجدِ قانونيًا في الدولة، وإرسالِ الطلاب الذين تم تجهيزُهم إلى الجامعات في البلاد الأجنبية، ونشرِ الصحفِ والمجلاتِ والكتبِ. ونظرًا لوجودِ خبرتي في مجال الصحافة تمتْ دعوتي لأَكونَ مُحرِّرًا رئيسيًّا للصحيفة. وأَطلق المفتي الرئيسي عبد الستار حاجي نفسُه على الصحيفةِ اسمَ “الإسلامُ والحضارة”. وكانت الصحيفةُ تُصدَر ثلاثَ مراتٍ كلَّ عشرةِ أيامٍ في الشهر. وخلالَ عامين أو ثلاثةِ أعوامٍ أصبحتِ الصحيفةُ من أكثرِ الصحفِ قراءةً وانتشارًا في الدولة.مع تنظيمِ الأعمالِ السابقِ ذكرُها بدأ أبستار حاجي دربيسالي بناءَ مبنىً جديدٍ للإدارة الدينية ووضَعه موضعَ التنفيذِ خلالَ عامٍ واحد. وتم نقلُ الإدارةِ إلى مكانٍ جديد، وبدعْمٍ من سماحةِ المفتي تم افتتاحُ أقسامٍ مختلفةٍ ومكتبة. وفي نفس الوقت هو صَنع ملابسَ مُوَحَّدةً لموظَّفِي الأوقافِ والأئمة.وكان من أهمِّ ما قام به عبد الستار حاجي
افتتاحُ جامعةِ نور مبارك الإسلاميةِ في ألماتينظرا للروابطِ الدينيةِ الوثيقةِ بين مصرَ وكازاخستان، وكذلك قام باتخاذِ الجامعةِ تحتَ إشرافِ الإدارةِ الدينيةِ في كازاخستان. وكل هذا فُعل من أجلِ اهتمامِ المفتي بتخريج المُتفوِّقين والمُتَميِّزين في مجالِ الدين. وكانت الإدارةُ الدينيةُ تقوم باختيارٍ وإعدادِ الطلابِ من المدارسِ الدينيةِ للالتحاقِ بجامعةِ نور مبارك كلَّ عامٍ.والأهمُ من ذلك أنَّ أبستار حاجي دربيسالي هو الذي جَلب وأسَّسَ منهجًا علميًا للبيئةِ الدينية، وأحيا أهميةَ التعليم، وأتى بمنهجٍ حضاريٍّ في الشؤون الدينية،
وأشرف على التنفيذِ السريعِ للأعمالِ ذات الأهمية. لقد تشرفْتُ بعملٍ مع أبستار حاجي دربيسالي في الإدارةِ الدنييةِ لأكثرَ مِن عشرِ سنوات، وتيقنْتُ مِن أنّه علّامةٌ متميِّزٌ ومُعلِّمٌ وشخصٌ ذو إنسانيةٍ عاليةٍ وحكمةٍ كبيرة. هو في حياتي شخصيةٌ نادرةٌ لا تُنسَى وشخصٌ أَقتدي به.لقد كانت مساهمةُ عبد الستار حاجي دربيسالي في تطويرِ الحضارةِ الإسلاميةِ في كازاخستان عظيمةً جدًا، واليومَ نعتبرُ جهدَه ذا أهميةٍ متميزة. وأعتقدُ أن اسمَ الشخصيةِ العظيمةِ عبد الستار حاجي دربيسالي سينتقلُ من جِيلٍ إلى جِيل، حيث يُقال “اسمُ الطيبِ لن يموتَ أبدًا، وكتابةُ العالمِ لن تموتَ أبد