إسرائيل تتهم مصر بغلق معبر رفح وتستنكر مجهوداتها
يستمر الاحتلال الإسرائيلي في شن حربه على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي دون هدنة سوى لـ6 أيام فقط، من أجل عودة إطلاق سراح الرهائن، التي احتجزتهم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» خلال عملية «طوفان الأقصى» التي باغتت بها الداخل المحتل برًا وبحرًا وجوًا في السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وفي ظل محاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الضارية لعودة رهائنه والتي راح في مقابلهم أكثر من 25 ألف من الضحايا بخلاف المفقودين، لم تتمكن من عودة عددًا من الرهائن سوى من خلال الوساطة المصرية القطرية.
ولم يشفع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي مجهودات البلدين للإفراج عن نحو 50 رهينة، لتتهمهما بشكل علني اتهامات ليس لها أساس من الصحة في محاولة منها لإبعاد الاتهام من عليها وحدها، فاتهمت الأولى بمنعها دخول المساعدات إلى قطاع غزة، واتهمت الثانية بتحملها مسؤوليتها عن هجوم السابع من أكتوبر.
إسرائيل تتهم مصر بغلق معبر رفح
وفي كلمتهم أمام محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها ضدهم جنوب إفريقيا بشأن ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حمّل فريق الدفاع الإسرائيلي القاهرة المسؤولية عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
الرد المصري
بعد ساعات من كلام محاميي الاحتلال الإسرائيلي بحق مصر، أكد الدكتور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات، أن معبر رفح مفتوح طوال الوقت، لكن إسرائيل تحاصر غزة وتمنع دخول المساعدات.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أنه بسبب تعطيل إسرائيل نقل المساعدات وتفتيشها في كرم أبوسالم ونقلها إلى سيارات فلسطينية، جعلت الشاحنات المصرية تذهب مباشرة إلى كرم أبوسالم، ثم تنقل مباشرة إلى أنحاء غزة، بدون تفريغها إلى شاحنات فلسطينية حتى تحقق وصولًا أسرع.
ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تصديق روايته الكاذبة وترويجها بشكل أوسع، عادت مصر للرد مرة آخرى لتنفي عدم منعها دخول المساعدات إلى القطاع، ولتؤكد تحمل مسؤولية الاحتلال منع دخولها لسكان غزة.
وقال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تغريدة عبر موقع «إكس» (تويتر سابقًا): «مسلسل استهداف مصر في الإعلام الغربى واضح منذ بداية الأزمة ..الترويج لسيناريو التهجير.. تحميلها مسئولية غلق المعبر رغم أن إسرائيل استهدفته 4 مرات وترفض دخول المساعدات… واليوم يتم تحميلها مسئولية إعاقة خروج رعايا الدول الثالثة…المعبر مفتوح ومصر ليست مسئولة عن عرقلة خروجهم».
لم تكتف مصر بفضح أكاذيب الاحتلال عند هذا الحد، ليخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء ليُعلق على الأمر، قائلًا: «اتقال كلام كتير على إن مصر هي السبب في عدم دخول المساعدات، أنا هقولكم كلمة صعبة أوي، أنا هروح من ربنا فين لو أنا السبب في ده».
وأضاف أن معبر رفح مفتوح على مدار الـ24 ساعة خلال أيام الأسبوع، ولكن الإجراءات التي تتم من الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات إلى القطاع دون أن يتعرض لها أحد، هي التي تعرقل دخولها، وهذا يعتبر شكل من أشكال الضغط على سكان القطاع بشأن الصراع لإطلاق سراح الرهائن.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن الرئيس المصري رفض استقبال مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذكرت أن مكتب الآخير حاول تنسيق المكالمة الهاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونتنياهو، لكن من دون نجاح، منوهة إلى وجود خلافات في الرأي بين الطرفين.
إسرائيل تزعم: قطر«مسؤولة» عن هجوم حماس
بعد أيام من اتهام فريق الدفاع الإسرائيلي مصر بنمنع دخول المساعدات، خرج وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، ليتهم دولة قطر بأنها مسؤولة عن الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، إذ كتب عبر «إكس» قائلًا: «قطر دولة تدعم الإرهاب وتموله»، مضيفًا أن الإمارة «عرّابة حماس» ومسؤولة إلى حد بعيد عن المجازر التي ارتكبتها حماس بحق مواطنين إسرائيليين».
جاء ذلك بعد أيام قليلة من التصريحات المسربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، الذي اعتبر فيها أن دور الدوحة الوسيط في النزاع الحالي في غزة «إشكالي».
وخلال اجتماع عقده نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، شكّك في قطر ودورها التي تقوم به بالوساطة للإفراج عنهم، قائلًا: «لا تنتظروا مني أن أشكر قطر التي لا تختلف في الأساس عن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، بل إنها أكثر إشكالية، ليس لديّ أي أوهام بشأنها، قطر لديها الوسائل للضغط على حماس، لماذا؟ لأنهم يمولونها».
الدوحة ترد: نتنياهو يعرقل جهود الوساطة
من جانبها، استنكرت قطر بشدة التصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وكتب ماجد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية على منصة «إكس»: «إذا تبيّن أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلًا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين».