اخبار العالم

العود «رنان» بأنامل ألمانية

المغرب:محمد سعيد المجاهد

سيباستيان فالتر – ليلينفين، رسام أكاديمي من ألمانية الاتحادي، ترك كل انشغالاته، وانصرف يتعلم العزف على العود، وهو اليوم عازف عود، وعضو في فرقة موسيقى عربية بألمانيا، يتحدث عن رحلته التي قادته إلى آلة العود، ومسيرته في تعلّم العزف عليها، وأنشطته الموسيقية التي تمحورت حول هذه الآلة العربية.وتؤكد تجربة عازف العود الألماني سيباستيان فالتر – ليلينفين، أن العود وبرغم تاريخه الطويل، إلا أنه آلة موسيقية قادرة على أن تستحوذ على قلب عازف آلات موسيقية غربية ورسام أكاديمي غربي، ترك كل ما بين يديه وتفرغ سنوات لتعلم العزف على هذه الآلة، والتغلب على التعامل مع الريشة بالعزف بدلاً منها بالأصابع، ليكمل معها رحلتها بين جمهورها هناك.بدأ الفنان متعدد المواهب العزف على الغيتار في السادسة من عمره، واستطاع بعدها بفترة قصيرة أداء موسيقى كلاسيكية عالية الإحساس، مثل مقطوعات يوهان سيباستيان باخ، وانتقل مع الجييتار في شبابه إلى موسيقى الروك، ثم غدا قارعاً لطبول «كونغاس»، وعازفاً لتشيلو التي تعلمها من والد زوجته.لقد قاده شغف اكتشاف عوالم الموسيقى العربية إلى العزف بالغيتار على مقطوعات عازفي العود أنور إبراهيم وظافر يوسف وربيع أبو خليل، وبعد أن غاص في تلك العوالم اقتنى أول آلة عود له في عام 2012 ولأنه كان من الصعب العثور على قطعة جيدة في ألمانيا فقد سافر إلى أثينا من أجلها وعاد أخيراً حاملاً بين يديه عوداً حقيقياً يتشرب من حنانه.واظب الفنان الألماني على تعلم العزف على آلة العود بنفسه لغاية 2017 من خلال تقليد ما كان يستمع إليه ويشاهده من الموسيقيين العرب على يوتيوب، ثم صقل موهبته الغريبة بتلقي التعليم المباشر من عازف العود العراقي رائد خوشابا، في مدينة إيسن في ألمانيا، وقام بتجربته الأولى في مقام «بيات» و«راست» من أجل تحسين مهاراته في الموسيقى العربية.التفاصيل اليومية التي مرّ بها عازف العود الألماني واجهته بتحديات كثيرة، ويصف أهمها بقوله: تحدث الريشة إحساساً ووقعاً مختلفين لدى العزف، ولكنني ألامس صعوبة في التعامل معها بشكل جيد وسريع، ولهذا أعزف كثيراً بإصبعين بدلاً من الريشة، على غرار غيتار فلامنكو، والمشوّق في هذه التفصيلة أن هناك بعض أنواع العود رائعة العزف بالأصابع، ولكنني رغم ذلك أواصل التدرب على العزف بالريشة وآمل أن يتحسن أدائي بوساطتها قريباً.ويرى سيباستيان أن في ألمانيا اهتماماً كبيراً بالموسيقى العربية، وأن الموسيقيين العرب يعزفون كثيراً في المؤسسات المهتمة بالتبادل الثقافي، وعن تجربته عازف عود يضيف قائلاً: في البداية عزفت مع «فرقة العود» والآن أنا عضو في فرقة آراميك، التي تضم موسيقيين عرباً وألماناً ومن جنسيات أخرى يواصلون تشرب الموسيقى العربية معاً، كما أنني أعزف كثيراً بمفردي، وأحياناً يطلب مني أصدقائي العزف في الحفلات أو افتتاح المعارض. كما أنني أتطلع للعزف مع فرق عربية أصغر للتعلم منها.وتؤكد تجربة سيباستيان أنه ليس فريداً في حبه للموسيقى العربية عموماً والعود خاصة، بدليل أن الألمان يحبون الاستماع إلى العود، وأنه يزداد شعبية ببطء ولكن بثبات في كل أوروبا.ويستمع سيباستيان فالتر – ليلينفين لعازفي العود أحمد الخطيب وحازم شاهين، وعلى صعيد الإنتاج تكللت تجربته بإصدار العديد من الأسطوانات المدمجة بموسيقى أنور إبراهيم، ظافر يوسف، ثلاثي جبران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى