الطلاق وآثاره السلبية على المجتمع .

بقلم / د. ميرفت إبراهيم ( كاتبة وباحثة متخصصة في الاستدامة )
إن ارتفاع نسب الطلاق باستمرار يدق ناقوس الخطر، ويجب تكثيف الرسائل التوعوية على مستويات متعددة، دعوية من خلال منابر المساجد وأنشطة الدعاة، وأخرى إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والشبكة الإسلامية (إسلام ويب). ويجب عقد دورات تأهيلية إلزامية للمقبلين على الزواج ودمج المفاهيم الأُسرية في المناهج الدراسية.
ونشيد هنا بالجهود الموجهة لزيادة أعداد المواطنين -وذلك بعد أن بدأت هذه النسبة في التناقص- لمقاومة العوامل السلبية المعاكسة التي تتسبب في تناقص السكان وأهمها الطلاق، وأنوه هنا إلى بعض ما ورد في تقرير اللجنة الدائمة للسكان عن حالة سكان قطر، وما تبذله الدولة من جهود لمواجهة زيادة نسبة الطلاق باستمرار، وذلك من خلال العمل على استصدار تشريع خاص بصندوق الزواج، وإيجاد حزمة برامج متكاملة لتشجيع القطريين على الزواج والإنجاب، كتفعيل العمل عن بُعد للموظفة بعد إجازة الوضع،
وإيجاد برامج تثقيفية توعوية للمقبلين على الزواج، وإطلاق حملات توعوية للحد من تأخر سن الزواج، والعمل على خفض المهور ونفقات الزواج، وذلك من خلال دراسات علمية عن الآثار السلبية لتأخر سن الزواج، وإعداد إجراءات لتعزيز تماسك الأسرة، والحد من الطلاق ومعالجة آثاره على المطلقين والأبناء، وزيادة فروع مركز الاستشارات العائلية، ومواجهة الآثار السلبية التي تترتب على الطلاق والخلع، من زيادة نسبة المطلقات والمرأة المُعيلة والتفكك الأسري، وتوجد تحديات تقابل هذه الجهود حاليًا، مثل ارتفاع العمر عند الزواج الأول للذكور والإناث حاليًا، وما ينتج عنه من ارتفاع سن المرأة القطرية عند الإنجاب مما يؤثر سلبًا على معدلات خصوبة المرأة، التي انخفضت من 3 ولادات إلى حوالي 2.6 ولادة، والذي كان من نتيجته بقاء نسبة السكان في حدود 11% من مجموع السكان الكلي،
لذلك تعمل الدولة على توفير برامج للحد من انخفاض معدلات الخصوبة والإنجاب لدى المرأة، وكذلك التزام المقبلين على الزواج بنتائج الفحص الطبي قبل الزواج وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بالخصوبة، وكذلك وجود عوامل أخرى تتسبب في ارتفاع نسبة الطلاق، مثل بعض الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر سلبًا على الأسرة، وتزيد نسب الطلاق والخلع، وأيضًا اختلال العلاقة والتفاهم بين الأزواج، وبالتالي زيادة نسب الطلاق، والدعاء إلى الله العلي القدير أن يدفع عنا كل سوء وشر وضرر.