مسرحية شربات أبو حلاوة تأخذ نهج الواقعية وتتخطى حدود الزمان والمكان
قدم فريق كلاسيك للعروض المسرحية ، مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” على خشبة مسرح تياترو أفاق بوسط البلد في حضور جماهيري ضخم وغير مسبوق وتحت شعار كامل العدد .
مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” من تقديم فريق كلاسيك للعروض المسرحية ، وهي بطولة كلاً من :
شيرين مكي ، محمد هاني ، أحمد عبد الصبور ، ساسو سمير ، مودي سالم ، مجدي الحسيني ، عادل عمار ، أمير عزمي ، حسام الشاعر ، محمد إبراهيم ، ممدوح مجدي ، يوسف هاني ، ريتا ماهر ، مصطفى عبادي ، سميرة طباسي ، منى أنسي ، ماريا جورج ، وجدي وهيب ، نيفين ريمون .
والعرض من تأليف وإخراج : هاني يوسف ، وإدارة مسرحية : سحر سمير ، وديكور : هاني يوسف ، وملابس : أمل جمعة ، وموسيقى : محمد إبراهيم ، وألحان : حسام الشاعر ، وسوشيال ميديا : شيري مكي .
لقد سلك المخرج ” هاني يوسف ” نهج الواقعية في أسلوب إخراجه لمسرحية ” شربات أبو حلاوة ” ، حيث نراه يتحدث عن المشاكل المصرية الكبيرة منها والصغيرة … بحيث نراه يتحدث عن الريف والفلاح المصري ، عن السياسة … عن الشارع المصري … وعن الحياة المصرية بأسلوب واقعي جداً … لطالما كان إيماني بأن التفاصيل الصغيرة والبسيطة تنتج عنها أشياء ثمينة وخالدة … هذه المسرحية قد تكون قصتها بسيطة إلى أن واقعيتها مؤلمة للغاية …
إن مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” تنقلنا للريف المصري ذو الحياة البسيطة التي لا نكاد نعلم عن حياة هذا الريف سوى البساطة والبساطة فقط !!! إلا أن المسرحية أظهرت لنا واقعية ومشاكل هذا الريف عن طريق < العمدة > المتسلط الدكتاتوري مع عدة شخصيات عامة من أهل البلد … تلك الشخصيات البسيطة التي لا تتمنى شيء في الحياة سوى الأمن والإستقرار ، إلا أن العمدة يقف لهم بالمرصاد .
قصة مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” عن العمدة وزوجته فهما أثرياء جداً وبالتأكيد هذا الثراء الفاحش لم يأتي من إجتهاد بل من سرقة الناس ، وزوجة العمدة عاقر ، والعمدة يريد خليفة ليترك له هذا المال ومنصب العمودية ، إلا أن القدر لم يشاء له هذا ، وبالتأكيد زوجته الذي يخافها كثيراً لم تسمح له بالزواج ، وبعد مرور عدة سنوات يقرر الزواج من بنت صغيرة وجميلة تدعى ” شربات أبو حلاوة ” فهي فتاة لها طموح وأحلام وتعاني من فقر مدقع ، وتلك الأحلام والطموح تتسب لها بالأذى والضرر لها ولكل من حولها … خاصة حبيب عمرها الشاب الوسيم ” رزق ” الذي يعمل مدرس بأحد مدارس القرية .
من وحى هذه القصة البسيطة يحدث عمق ليس له قاع عندما تشاهد تلك المسرحية ، فسوف تؤلمك حقيقة الريف المصري ، حيث أن ” العمدة ” يظهر من أول مشهد قوته وتسلطه على الشعب حيث ينصب ويسرق هؤلاء الضعفاء المساكين ولا يستطيع أي واحد منهم الحديث … لماذا ؟! لأن قانون هذه الأرياف هو قانون الغاب ، وهو ما يظهره العمدة في كل أحداث المسرحية بأسلوب ونهج الواقعية بحيث لا يمكنك أن تفرق بين الواقع والوهم ، بين الحقيقة والخيال .
لقد تعمد المؤلف والمخرج ” هاني يوسف ” بجانب واقعيته في هذه المسرحية ، بأن لا يجعل للمسرحية زمناً ومكاناً محدداً ، فلا زمن ولا مكان واحد بل جعل أحداث المسرحية تصلح لجميع الأزمان وإمكانية حدوثها في أي مكان ، كما أن بناء شخصيات المسرحية كان دقيق جداً … وتلك الشخصيات : وهي ” العمدة ” وهو يمثل الحاكم الدكتاتوري ، و ” شربات أبو حلاوة ” وهي تمثل رمز النضال والجهاد ، والمُعلم ” رزق ” وهو يمثل الشعب الراضخ لهذا الحكم وهو حال الجميع بوقتنا هذا .