كسر اسرائيل
بقلم : صدام فوزي
جلست كثيرا ، ووقتا طويلا ، أمعن النظر فيما يحدث بالسجن المفتوح ( غزه العزيزه ) نعم للاسف هذا ما يلقب به قطاع غزه المحتل ، لكن إن أردنا أن نوصفه فيجب أن يكون لقبه مصنع الشهداء ، ويجب أن ننظر جيدا فيما يحدث منذ السابع من أكتوبر الماضي ، نرى جيش الاحتلال الجرار ، بكامل عتاده وجنوده وأجهزته الاستخباراتية ، يدك البنايات دكا ، ونرى رجالا يرتقون تحت انقاد منازلهم واعينهم تراقب أطفالهم ونساءهم الموتى قبل أن يرتقوا إلى الرفيق الأعلى ، وكأنها نظرة الوداع الاخير ، ونرى قصف المستشفيات مثل مستشفي الأهلى المعمداني وغيرها فى صورة لا تمت باى صلة للانسانيه ، بايدى أبناء القردة والخنازير ، ولكن الدوله الفلسطينيه كما عهدناها على مدى العقود الماضيه دائما تذكرنا بأنها قد أنجبت رجالا لا يحملون فى قاموسهم كلمة الخوف أو الاستسلام ، ففى السابع من تشرين الماضي ، استيقظ العالم بأثره على عملية قامت بها كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الجناح العسكرى لحركة حماس ، وهى اختراق السياج الحدودي للكيان الصهيونى ، ثم بداو بالتوغل بمستوطنات غلاف غزه فى تمام الساعه السادسه صباحا ، وهنا يمكننا أن نقول بأن الوحش العملاق قد استيقظ من نومه ، وقام بالرد على وزير الأمن الداخلى الإسرائيلي ، اتمار بن غفير لاقتحامه الاقصي الشريف وتدنيثه ، وايضا الاعتقالات العشوائية للشباب ، وإلحاق الاذي بالشيوخ والنساء والاطفال ، ولكن تلك العمليه التى نفذتها الفصائل ، كانت صفعه قويه لجهاز الاستخبارات الصهيونى ( الموساد والشاباك ) الذي كان يعد من أكبر أجهزة الاستخبارات فى العالم ، وهذا لا يعد اختراقا فقط ، بل هو إهانة الكيان أمام أعين العالم كله ، لهذا لا اجد تعبيرا افضل من الصفع ، ثم جاءت الصفعة الثانيه وهى فشل التوغل البري لجيش الاحتلال ، حيث اننا نتحدث عن اليوم الخامس والأربعين منذ بداية الحرب ، ولم تستطع اسرائيل اكتشاف شبكة انفاق حماس بعد القضاء على شمال غزه ، أو أن تصل حتى إلى غرفة مركز القياده للمقاومه ، الذين ادعوا أنها أسفل مستشفي الشفاء ، ولم يستطيعوا القضاء أو القبض على يحيي السنوار ، وهو الرجل الأول المطلوب لدى جيش الاحتلال ، مما أدى أدى إلى التخبط السياسي والارتباك داخل حكومة ومجتمع الصهاينه ، وزاد الطلب على الاطاحة براس نتنياهو وسقوطه من فوق الشجرة العاليه ليموت سياسيا والى الأبد ، ولكنه لم يمت سياسيا بمفرده ، بل ماتت معه الام الحنون وهى الولايات المتحده الامريكيه فى مرئي ومسمع العالم بأثره ، لأنها ومنذ بدء الحرب وهى تدعم كل روايات الكيان الغاشم بكل ما أوتت من قوه ، وتوفر للعدو الغطاء الاعلامى والسياسي ، دعمت الولاية رقم واحد وخمسين فى قتل الاطفال الأبرياء والنساء والشيوخ ، دعمتها فى قطع الكهرباء والمياه والطعام عن الشعب الفلسطينى المدنى ، دعمتها فى اقتحام مستشفى الشفاء بالدبابات ورشقات الصواريخ ، بادعاءهم إن طبقا لتقارير امريكيه والموساد ، بأن مركز قيادة حماس باسفل المستشفى ، وهنا صفعة جديده ، لأن العالم كله قد رأى فشل أكبر أجهزة المخابرات فى العالم ، أمام حركه مقاومه ليست بالجيش النظامى ، وهنا انقلب السحر على الساحر ، فهناك الكثير من الاستقالات فى الخارجيه الامريكيه احتجاجا على المجازر الإسرائيلية ، أكثر من خمس وعشرين نائب ديمقراطى يطالبون بايدن بوقف لإطلاق النار ، أيضا الكثير من القاده الأوروبيين لا يستطيعوا غض النظر عن احتجاجات شعوبهم فى كل انحاء العالم ، وها نحن بانتظار تدشين الهدنه الانسانيه ووقف إطلاق النار لمدة خمس ايام ، مقابل الإفراج عن خمسون اسير لدى حركة حماس ، ومنه وخمسون من النساء والأطفال المحتجزين بالسجون الإسرائيلية ، وايضا ادخال الوقود والمساعدات الإنسانية للقطاع بكميات كبيره ، وذلك بفضل الجهود والضغوط المصريه لاتمام الصفقة ، حفظ الله مصر واهلها ، ورغم الدمار والاف الشهداء يبقى كما يقول ابو عبيده نصر او استشهاد