ننشر : كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في الدورة الثلاثين للاجتماع غير الرسمي لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ
كتبت: فاطمة بدوى
القى رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ كلمة في الدورة الثلاثين للاجتماع غير الرسمي لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ جاء فيها : فخامة الرئيس جو بايدن المحترم،أيها الزملاء،يسرني أن أجتمع معكم في مدينة سان فرانسيسكو الجميلة بمناسبة الاجتماع الثلاثين لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي يكتسب دلالات خاصة ومهمة. وأتقدم بالشكر للرئيس جو بايدن والإدارة الأمريكية على الترتيبات الدقيقة لهذا الاجتماع.ظلت منظمة أبيك، منذ إنشاء آلية الاجتماع الدوري لقادتها، تتقدم في طليعة العالم من حيث الانفتاح والتنمية، وأسهمت بقوة في تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار في المنطقة وتعزيز التنمية الاقتصادية والتكنولوجية وتنقل المواد والأفراد، مما خلق “معجزة آسيا والمحيط الهادئ” المرموقة في العالم.في الوقت الراهن، يشهد العالم تطورا متسارعا للتغيرات التي لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة، ويواجه الاقتصاد العالمي المخاطر والتحديات العديدة، فتتحمل آسيا والمحيط الهادئ باعتبارها محرك النمو العالمي، مسؤولية عصرية أكبر. نحن كقادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، علينا أن نفكر بجدية: أي نوع من آسيا والمحيط الهادئ سنقوده إلى منتصف القرن الجاري؟ وكيف نكوّن “عقودا ثلاثة ذهبية” أخرى لتنمية آسيا والمحيط الهادئ؟ وكيف نقوم بتفعيل دور المنظمة بشكل أفضل في هذه العملية؟قال الصينيون القدامى “أطلب الحق مهما كان الاعتراض”. علينا أن نلتزم بالغاية الأصلية للتعاون في آسيا والمحيط الهادئ، ونستجيب نداء العصر بموقف مسؤول، ونعمل يدا بيد على مواجهة التحديات العالمية، وننفذ رؤية بوتراجايا على نحو شامل، ونبني مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ الذي ينعم بالانفتاح والحيوية والمرونة والسلام، بما يحقق الازدهار المشترك لشعوب آسيا والمحيط الهادئ وأجيالها القادمة. وبهذه المناسبة، أود أن أطرح المقترحات التالية:أولا، الالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار. يعد الابتكار قوة دافعة قوية للتنمية. علينا أن نواكب اتجاه تطور العلوم والتكنولوجيا، وندفع بالتواصل والتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا بموقف أكثر إيجابية، ونعمل سويا على بناء بيئة مفتوحة وعادلة ومنصفة وغير تمييزية لتطور العلوم والتكنولوجيا. من المطلوب تسريع وتيرة التحول الرقمي، وتضييق الفجوة الرقمية، والإسراع في تنفيذ “خارطة الطريق لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ بشأن الإنترنت والاقتصاد الرقمي”، ودعم تطبيق التكنولوجيا الجديدة مثل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، بما يواصل تكوين قوة محركة جديدة ومزايا جديدة لتنمية آسيا والمحيط الهادئ.تتمسك الصين بإستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، وتدفع بصناعة الرقمنة ورقمنة الصناعة بشكل متناسق. قد طرحت الصين مبادرات عديدة بما فيها بناء القرى الرقمية ومنح الهوية الرقمية للشركات وتعزيز التحول الأخضر والمنخفض الكربون باستخدام التقنية الرقمية في إطار منظمة أبيك، بما يسهم في تمكين التنمية في آسيا والمحيط الهادئ بشكل أفضل.ثانيا، التمسك بالانفتاح كالتوجه. تعلمنا تجربة التنمية في آسيا والمحيط الهادئ أن الانفتاح يسهم في الازدهار، والانغلاق يؤدي إلى الانحطاط. علينا أن نحافظ على التجارة والاستثمار الحر والمنفتح، وندعم ونعزز نظام التجارة المتعدد الأطراف الذي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا له، ونحافظ على الاستقرار والانسياب لسلاسل الصناعة والإمداد في العالم، ونعارض تسييس القضية الاقتصادية والتجارية أو استخدامها كسلاح أو ربطها بالأمن القومي بشكل مفرط. وعلينا أن ندفع بالتكامل الاقتصادي في المنطقة بعزيمة لا تتزعزع، ونسرع في عملية إنشاء منطقة التجارة الحرة في آسيا والمحيط الهادئ، ونطبق “خطة التواصل والترابط لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ” على نحو شامل، لتقاسم فرص الانفتاح والتنمية في المنطقة.في الآونة الأخيرة، عقدت الصين بنجاح الدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي، مما ضخ قوة دافعة جديدة لتعزيز الترابط والتواصل في العالم وبناء الاقتصاد العالمي المنفتح. تعمل الصين على تنفيذ “الاتفاقية الإقليمية للشراكة الاقتصادية الشاملة” على مستوى عال، وتقوم، بمبادرة منها، بالمواءمة مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية ذات المعايير العالية التي وردت في “الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة العابرة للمحيط الهادئ” و”اتفاق شراكة الاقتصاد الرقمي”، وتمضي قدما بنشاط بالانضمام إلى هذين الاتفاقين، بغية رسم ملامح جديدة للانفتاح والتنمية مع كافة الأطراف.ثالثا، التمسك بالتنمية الخضراء. في وجه تغير المناخ والكوارث الطبيعية وغيرها من التحديات التي تزداد خطورتها، علينا أن نتمسك بالتناغم والتعايش بين الإنسان والطبيعة، ونسرّع وتيرة التحول الأخضر والمنخفض الكربون لنمط التنمية، وندفع بشكل متناسق بتخفيض انبعاثات الكربون والحد من التلوث ورفع النسبة الخضراء وتحقيق النمو، وتنفيذ “أهداف بانكوك بشأن الاقتصاد الحيوي الدائري والأخضر” على نحو جيد، بما يبرز الطابع الأخضر للنمو في آسيا والمحيط الهادئ.تتمسك الصين بسلك طريق التنمية الخضراء مع إعطاء الأولوية للإيكولوجيا، وتدفع بتحقيق بلوغ ذروة الكربون والحياد الكربوني بخطوات حثيثة ومتزنة، وتسرع وتيرة التحول الأخضر لنمط التنمية. طرحنا مبادرات التعاون بشأن الزراعة الخضراء والمدن المستدامة والتحول إلى الطاقة المنخفضة الكربون والوقاية من التلوث البحري ومعالجته وغيرها في إطار منظمة أبيك، بما يدفع بالتعاون في بناء منطقة آسيا والمحيط الهادئ النظيفة والجميلة. رابعا، التمسك بالمنفعة للجميع. في الوقت الراهن، تواجه قضية التنمية العالمية تحديات خطيرة، وتتوسع الفجوة التنموية. قد قلت لأكثر من مرة إن التنمية للجميع هي التنمية الحقيقية. ينبغي أن ننفذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة على نحو شامل، وندفع بإعادة قضية التنمية إلى مركز الأجندة الدولية، ونعمق المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، ونعمل معا على سد عجز التنمية العالمية. ونرحب بكافة الأطراف للمشاركة في مبادرة التنمية العالمية وتعميق التعاون في مجالات مكافحة الفقر والأمن الغذائي والعملية الصناعية والتمويل الإنمائي وبناء مجتمع مشترك للتنمية العالمية تتقاسم فيه شعوب العالم نتائج التحديث. ستواصل الصين دعم منظمة أبيك لإجراء التعاون الاقتصادي والفني، وتعمل سويا على جعل كعكة التنمية في آسيا والمحيط الهادئ أكبر. أيها الزملاء!تعمل الصين الآن على دفع القضية العظيمة لبناء دولة قوية ونهضة الأمة على نحو شامل عبر التحديث الصيني النمط. تتمسك الصين بسلك طريق التنمية السلمية، ويكون الهدف الأساسي للتنمية هو أن يعيش الشعب الصيني حياة جميلة، بدلا من حل محل أحد. تصادف السنة الجارية الذكرى السنوية الـ45 لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، سنتمسك بالتنمية العالية الجودة، وندفع بالانفتاح على الخارج على مستوى عال، ونوفر فرصا جديدة لتحقيق التحديث في دول العالم من خلال التحديث الصيني النمط. إنني على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الزملاء لإحراز مزيد من الإنجازات المثمرة للتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والعمل سويا على تكوين “عقود ثلاثة ذهبية” قادمة لآسيا والمحيط الهادئ.شكرا لكم