ننشر تعليق الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريحات جو بايدن بشأن مجمل مشاكل التسوية الفلسطينية الإسرائيلية
كتبت : فاطمة بدوى
علقت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريحات جو بايدن بشأن مجمل مشاكل التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية حيث قالت : لفت نظرنا أن مجتمع الخبراء الأمريكي، وتطويرا لتصريحات جو بايدن ومسؤولون آخرون يروج لموضوعة ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وفي غضون ذلك يُلاحظ أن المناقشات العامة والخاصة لم تناقش عمليا كيف يمكن بالضبط بلوغ هذه النتيجة.ونود في هذا الصدد أن نعيد إلى الأذهان أن الكلام يدور مرة أخرى عن استبدال المفاهيم. إن مثل هذه التصريحات تبدو غريبة، على أقل تقدير، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة نفسها قد رفضت المشاركة في مناقشة جادة لمجمل مشاكل التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية القائمة على صيغة “الدولتين”، وقامت بتجميد أنشطة “رباعي” الوسطاء الدولي للشرق الأوسط، الهيئة الفريدة التي صادقت عليها قرارات مجلس الدولي والتي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحد.علاوة على ذلك إن إدارة جو بايدن لم تتعاطَ بعد وصولها إلى السلطة في الولايات المتحدة في عام 2021، بجدية مع الشرق الأوسط ومشكلته المركزية: النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وفضلت واشنطن المضي على طريق دفع “العملية الإبراهيمية” لتطبيع العلاقات العربية ـ الإسرائيلية مع التجاهل التام للقضية الفلسطينية. لقد حذرنا حتى ذلك الحين من أن هذا الضرب من الفلسفة أحادية الجانب ستعود على المنطقة بعواقب وخيمة للغاية، كما نشهد اليوم.لقد برهنت “أزمة أكتوبر” في غزة ومحيطها مرة أخرى على العيوب التي تكتنف المحاولات الأمريكية الرامية “لاحتكار” وظائف الوساطة في تسوية الشرق الأوسط، واستحالة حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي طويل الأمد، بمفردها. ومن هنا إننا نطرح منذ عدة سنوات قضية إنشاء آلية تفاوضية جماعية تضطلع فيها دول المنطقة بدور حاسم لضمان تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف عملية السلام العربية ـ الإسرائيلية الشاملة.❗️إن جهود الدبلوماسية الروسية تهدف إلى إطلاق تسوية فلسطينية ـ إسرائيلية كاملة وفقا لقاعدة القانون المعترف به دوليا، والقاضي بإقامة دولة فلسطينية متكاملة ومترابطة الأراضي داخل حدود عام 1967، تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل، إلى جانب حل المهام العاجلة المتعلقة بضرورة إنهاء الحرب في غزة ومحيطها، وتقديم المساعدة الإنسانية، وتخليص الرهائن وإجلاء مواطني روسيا. إن الأغلبية الساحقة من دول العالم تشاطرنا مقاربتنا المبدئية والثابتة، لأن من المستحيل تحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط بدون حل عادل وشامل للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.