ننشر : كلمة سفير الصين فى مصر خلال المؤتمر الصحفى الخاص بزيارة الرئيس السيسي إلى بكين ومشاركته فى المنتدى الصينى العربى
كتبت: فاطمة بدوى
القى سفير الصين فى مصر لياو لى تشيانج كلمة خلال المؤتمر الصحفى الخاص بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين ومشاركته فى المنتدى الصينى العربى وجاء نصها : الزملاء الدبلوماسيون، الممثل من الجامعة العربية،الأصدقاء من الصحافة،السيدات والسادة: مساء الخير!أولا، يطيب لي أن أرحب بكم على حضور هذا المؤتمر الصحفي. في الأيام الأخيرة، نشرتم أخبار إيجابية كثيرة حول زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، أعرب عن خالص الشكر والامتنان لكم، وكذلك التقدير العالي لما قدمتموه من المساهمات الكبيرة لتعزيز الصداقة الصينية المصرية والصينية العربية!رجعت من بكين إلى القاهرة أول أمس، وفي الأسبوع الماضي، عدت إلى الصين للمشاركة في استقبال زيارة الدولة للرئيس السيسي، والمشاركة في الاجتماع الوزاري للمنتدى، وشاهدت بأم عيني اللحظات المهمة للعلاقات الصينية المصرية والصينية العربية. بالتالي، دعني أقدم لكم الأحوال والإنجازات لزيارة الرئيس السيسي إلى الصين والاجتماع الوزاري للمنتدى.أولا، حول زيارة الرئيس السيسي للصينتلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الدولة للصين وحضور الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي بين يومي 28 و31 مايو. وتصادف هذه الزيارة الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وهي كذلك أول زيارة لفخامته للصين في فترة الرئاسية الجديدة، فلها أهمية كبيرة جدا في دفع العلاقات الثنائية والعلاقات الصينية العربية، فتلقت اهتماما بالغا من كلا الجانبين. خلال الزيارة، تواصل الرئيسان بشكل معمق، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في كافة المجالات والتنسيق في إطارات متعددة الأطراف، وتبادلا الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافقات واسعة، مما حدد الاتجاه للعلاقات الثنائية في المستقبل.لاحظت أن المتحدث باسم الرئاسة المصرية نشرت العديد من الصور والفيديوهات لزيارة الرئيس السيسي لحظة بلحظة في حسابه على فيسبوك، ولقي إعجابا كبيرا. وخصصت الصحف الرئيسية في مصر عناوينها الرئيسية لعدة أيام لتغطية زيارة الرئيس السيسي إلى الصين، كما بثت القنوات الرئيسية الفيديوهات للقاء بين الرئيسين وترحيب الجانب الصيني الحار بالرئيس السيسي في اللحظة الأولى. ويعتقد الكثير من وسائل الإعلام المصرية أن زيارة الرئيس السيسي هذه المرة تصادف الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وهي حدث استراتيجي مهم في مسيرة العلاقات الثنائية، وتكتسب أهمية بالغة لتطوير وتعميق التعاون في كافة المجالات، والحفاظ على استقرار المنطقة. وأتفق مع ذلك تماما. أما وسائل الإعلام الصينية الأكثر مصداقية: وكالة أنباء شينخوا وصحيفة الشعب اليومية ومجموعة الصين للإعلام، فنشرت تغطيات كثيرة حول زيارة الرئيس السيسي، كما تداولت وسائل الإعلام الجديدة الأكثر شهرة في الصين، ويتشات ودو يين الفيديوهات القصيرة لزيارة الرئيس السيسي، ولقيت إعجابا هائلا، وأعرب مستخدمو الانترنت الصينيون عن ترحيبهم بزيارة الرئيس السيسي، ويتمنون أن تدوم الصداقة بين البلدين إلى الأبد.أعتقد أن هذه الزيارة تتسم بثلاث خصائص: أي المستوى العالي والتوافقات الكثيرة والنتائج المثمرة.أولا، المستوى العالي. كان الرئيس السيسي هو الرئيس العربي الأول الذي يستقبله الرئيس شي جين بينغ، حيث أقام له مراسم الترحيب المهيب والمحادثات الرسمية ومراسم التوقيع والمأدبة الترحيبية وغيرها من الفعاليات المهيبة. قد شاهدتم في الفيديو قبل قليل، في يوم 28 مايو، ما إن وصلت طائرة رئيس السيسي بكين، لقيت ترحيبا حارا. بعد ظهر يوم 29 مايو، أقام الرئيس شي جين بينغ مراسم الترحيب المهيب للرئيس السيسي في قاعة الشعب الكبرى. عند وصول الرئيس السيسي، اصطف حرس الشرف لتقديم التحية. وصعد الرئيسان إلى منصة الاستعراض، حيث عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية النشيدين الوطنيين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبية في. ورافق الرئيس شي جين بينغ الرئيس السيسي في استعراض حرس الشرف لجيش التحرير الشعبي الصيني، ومشاهدة العرض العسكري. في المساء، أقام الرئيس شي جين بينغ مأدبة الترحيب للرئيس السيسي في الصالة الذهبية بقاعة الشعب الكبرى. كل هذه الترتيبات عالية المستوى تعكس مدى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وكذلك مدى الصداقة العميقة بين الرئيسين. بالإضافة إلى ذلك، التقى مع الرئيس السيسي كل من رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو ليجي.ثانيا، التوافقات الكثيرة. بعد ظهر يوم 29 مايو، أجرى الرئيس شي جين بينغ محادثات معمقة وودية مع الرئيس السيسي، وتوصل الرئيسان إلى توافقات كثيرة:أولا، تعزيز الثقة السياسية المتبادلة. قال الرئيس شي جين بينغ، قبل 68 عاما، كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، ومهما كانت التغيرات الدولية، ظل هناك الثقة المتبادلة والتعاون المخلص والتنمية المشتركة بين البلدين. يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. في العقد الماضي، عملت والرئيس السيسي على إرشاد التنمية المزدهرة للعلاقات الثنائية. قد أصبحت هذه العلاقات الصورة الحية للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية. في ظل الوضع الجديد، إن بناء العلاقات الثنائية الأكثر تنوعا وحيوية يلبي تطلعات الشعبين المشتركة. تحرص الصين على تعميق الثقة المتبادلة ودفع التعاون لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يقدم مساهمة في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة والعالم. الجدير بالذكر أن الجانبان أصدرا “البيان المشترك بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، مؤكدان على هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد ورفع مستوى العلاقات الثنائية ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد. من جانبه، قال الرئيس السيسي إن عالمنا اليوم يشهد تغيرات عميقة ومعقدة، ومنطقة الشرق الأوسط غارقة في الأزمات. وتتطلع مصر إلى زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وتعمل على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وتلتزم مصر بمبدأ الصين الواحدة، وتدعم بثبات موقف الصين من القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، مثل تايوان وهونغ كونغ والتبت وحقوق الإنسان، وتدعم بثبات جهود الصين لتحقيق التوحيد الكامل للبلاد.ثانيا، تعميق التعاون العملي. أكد الرئيس شي جين بينغ إن الصين تعمل على بناء دولة قوية وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وهناك فرص تاريخية للتعاون والتواصل بين البلدين. يجب على الجانبين مواصلة الدعم المتبادل والعمل سويا على تحقيق التنمية المشتركة. تحرص الصين على توظيف الإمكانيات الكامنة بين البلدين في المجالات التقليدية، مثل البنية التحتية والصناعة والكهرباء والزراعة، وفتح مجالات جديدة مثل الصحة والاتصالات والطاقة المتجددة، وتعميق التعاون في مجالي الاقتصاد والاستثمار، وتشجيع المزيد من الشركات الصينية للاستثمار ومزاولة الأعمال في مصر. وحسن تنظيم فعاليات “سنة الشراكة الصينية المصرية”، وتوسيع تبادل الأفراد والتواصل الشعبي، وجعل “ورشة عمل لوبان” نموذج التعاون الصيني الإفريقي في التعليم المهني. من جانبه، قال الرئيس السيسي إن مصر ترحب بالمزيد من الشركات الصينية للاستثمار في مصر، ومساعدة مصر في تنمية قطاع التصنيع ودفع العملية الصناعية. ويأمل في انتهاز فرصة “سنة الشراكة الصينية المصرية” لتكثيف التواصل الشعبي وتعزيز التعاون في مجالات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة والأمن الغذائي والمالية. وتقدر مصر المبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مستعدة لتكثيف التنسيق مع الصين، لتقديم مساهمة إيجابية من أجل السلام والتقدم للبشرية. كما التقى الرئيس السيسي مع مسؤولي الشركات الصينية للاطلاع على أعمال الشركات الصينية في مصر، وتخطيط التعاون بين البلدين في كافة المجالات بنفسه.ثالثا، تكثيف التنسيق متعدد الأطراف. أكد الرئيس شي جين بينغ أن الصين تدعم دور أكبر لمصر في الشؤون الدولية والإقليمية، مستعدة لزيادة تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر في الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، وتدعو إلى التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، والحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للبلدان النامية. يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، فتحرص الصين على تكثيف التواصل والتعاون مع مصر وغيرها من الأطراف لحسن تطوير المنتدى، بما يضخ قوة دافعة جديدة للعلاقات الصينية العربية، ويدفع بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. كما تحرص الصين على العمل مع مصر وغيرها من أعضاء منتدى التعاون الصيني الإفريقي، على تكريس روح الصداقة الصينية الإفريقية وبناء المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك على مستوى أعلى.رابعا، التشاور حول القضايا الساخنة. تبادل الرئيسان الآراء حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. أكد الرئيس شي جين بينغ إن هذه الجولة من الصراع أسفرت عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الأبرياء، والوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية، وتشعر الصين بألم شديد. الأولوية الآن تكمن في الوقف الفوري للإطلاق النار، وتجنب توسع النزاع حتى يؤثر على السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب المزيد من الأزمات الإنسانية. يعد “حل الدولتين” المخرج الأساسي لحل القضية الفلسطينية، وتدعم الصين بثبات فلسطين لأن تصبح عضوا كاملا في الأمم المتحدة. تقدر الصين دور مصر المهم لتهدئة الأوضاع وإيصال المساعدات الإنسانية، مستعدة لعمل مع مصر على تقديم ما في وسعها من المساعدات لآهالي غزة، والدفع بتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. من جانبه، قال الرئيس السيسي إن مصر تقدر عاليا وقوف الصين الدائم إلى جانب الحق والتزامها بالموقف العادل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مستعدة للحفاظ على التواصل الوثيق مع الصين، للدفع بتهدئة الوضع في غزة في أسرع وقت ممكن. ثالثا، الإنجازات المثمرة. بعد المحادثات، أصدر الجانبان “البيان المشترك بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، مؤكدين على ضرورة انتهاز فرصة الذكرى العاشرة لتأسيس هذه العلاقة، لرفع مستوى العلاقات الثنائية من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين الجهات الحكومية والتشريعية والمحلية، وفتح له آفاق أوسع، بما يخدم مصلحة البلدين، ويحقق التطلعات والآمال للشعبين الصديقين، بهدف إقامة مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، ورفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى.كما أشار البيان المشترك إلى أن مصر تقدر مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، وتعتقد أنها مبادرة عالمية تساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030، وستشارك مصر في التعاون في إطار هذه المبادرة؛ تقدر مصر “مبادرة الأمن العالمية” التي طرحتها الصين، مستعدة لتعزيز التواصل والتعاون مع الصين من أجل صون وتعزيز السلم والأمن العالميين؛ كما تقدر مصر “مبادرة الحضارة العالمية”، لأن كلا البلدين يلتزم بنفس المبدأ، أي احترام الثقافة والحضارة البشرية على أساس المساواة. يرجع تاريخ الحضارتان الصينية والمصرية إلى زمن بعيد، وقدمتا مساهمة هائلة للتنمية البشرية. لذلك، تدعم مصر اقتراح الصين بشأن اختيار يوم في شهر يونيو كاليوم الدولي للحوار بين الحضارات. كما أكد البيان المشترك، بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، أعلن الرئيسان هذا العام كـ”سنة الشراكة الصينية المصرية”، وستقام من خلالها سلسلة من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والسياحية، لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.كما شاهد الرئيسان على توقيع “خطة التعاون بشأن التعاون في بناء الحزام والطريق” وغيرها من وثائق التعاون الثنائية في مجالات الابتكار العلمي والاستثمار والاقتصاد والحجر الصحي. كما وقع بنك التنمية الصيني وبنك الأهلي المصري اتفاقية القروض بقيمة مليار دولار أمريكي، لاستخدامها في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر. 2. الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربيفي يوم 30 مايو، انعقد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين. ويعد هذا الاجتماع أول اجتماع على المستوى الوزاري بعد القمة الصينية العربية الأولى، ويتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى، فيكتسب أهمية كبيرة للمضي قدما لتحقيق مزيد من الإنجازات. ركز الاجتماع على تعزيز بناء مجتمع مستقبل مشترك صيني-عربي، حيث أجرى الجانبان مناقشات متعمقة حول سبل تسريع تنفيذ نتائج القمة الصينية-العربية الأولى وبناء مجتمع مستقبل مشترك. حضر افتتاحية هذا الاجتماع الوزاري الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لجلسة افتتاحية وألقوا خطابات مهمة، الأمر الذي حدد اتجاها وتخطيطا للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديدة. وتكلل هذا الاجتماع بنجاح تام. وفي كلمته الرئيسية، أوضح الرئيس شي الأهمية النموذجية للعلاقات الصينية العربية للتنمية السلمية والتعلم المتبادل بين الحضارات والحوكمة العالمية، بما يحدد اتجاها لبناء المجتمع الصيني العربي المشترك المستقبل؛ وطرح بناء “المعادلات الخمس للتعاون” بما يرتقي بالتعاون الصيني العربي إلى مستوى جديد في العصر الجديد. كما أعلن الرئيس شي عن استضافة الصين القمة الصينية العربية الثانية في عام 2026، بما يرسى أساسا لمعلم قادم للعلاقات الصينية العربية. وأهم نتائج هذا الاجتماع الوزاري هو إعلان الرئيس شي عن عقد القمة الصينية العربية الثانية في الصين عام 2026 استجابة لقرار قمة الجامعة العربية. ومن المؤكد أن القمة القادمة ستصبح معلما آخر في العلاقات الصينية العربية يقود جهود صينية عربية مشتركة لبناء مجتمع مستقبل مشترك للجانبين.ويسعدنا أن نرى التقدم الكبير في بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك دخول العلاقات الصينية العربية أفضل مرحلة بعد القمة الصينية العربية الأولى تحت التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي والقادة العرب. ورسم هذا الاجتماع الوزاري مستقبلا مشرقا للعلاقات الصينية العربية. حيث اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز حجر الزاوية الاستراتيجي للمجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك ووضع معيار للاحترام والتآزر المتبادلين. وسيواصل الجانبان الصيني والعربي اتباع مسارات التنمية التي تناسب ظروفهما الوطنية، ودعم جهود الجانب الآخر لحماية مصالحه الأساسية. ستدعم الصين بقوة الدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون لتحقيق التقوية الذاتية والاستقلالية، وإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.واتفق الجانبان على تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي ذي مستقبل مشترك وإنشاء نموذج للمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتعلم المتبادل والتقدم المشترك. وستعمل الصين على بناء “المعادلات الخمس”: معادلة أكثر حيوية للتعاون المدفوع بالابتكار معادلة أكبر حجما للتعاون الاستثماري والمالي معادلة أكثر تكاملا للتعاون الطاقوي معادلة أكثر توازنا للتعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل المنفعة معادلة أوسع أبعادا للتواصل الثقافي والشعبي، بما يوسع حركات تكنولوجية ورأسمالية وسلعية وتنقل الأفراد، لتحقيق منافع للشعوب الصينية والعربية.واتفق الجانبان على إطلاق الآثار الإيجابية للمجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك وإنشاء نموذج لبلورة التوافق وتحسين الحوكمة العالمية. وستعمل الصين مع الجانب العربي على الدعوة إلى تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والمنفعة للجميع، ودفع العالم إلى مستقبل أكثر سلما وأمنا وازدهارا وتقدما.إن أقوى دعوة في هذا الاجتماع الوزاري هي دعم الشعب الفلسطيني بقوة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وأصدروا بشكل مشترك “البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية” وأصدروا صوتا عادلا لتشجيع إنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن وتعزيز حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.وفي كلمته الرئيسية، أشار الرئيس شي إلى أن الشرق الأوسط أرض خصبة للتنمية، غير أن نيران الحرب لا تزال تشتعل فيها. شهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تصعيدا حادا منذ أكتوبر الماضي، الأمر الذي ترك معاناة شديدة للشعب. لا يجوز استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجوز زعزعة “حل الدولتين” بشكل تعسفي. فأكد الرئيس مجددا على دعم الجانب الصيني الثابت لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر. وأعلن الرئيس عن تقديم الجانب الصيني مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان صيني، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تم الإعلان عنها سابقا بقيمة 100 مليون يوان صيني، بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة؛ وسيتبرع بـ3 ملايين دولار أمريكي لوكالة (الأونروا)، بهدف دعم الوكالة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة. ولاحظت أن القضية الفلسطينية كانت أيضا محور خطاب الرئيس السيسي في حفل الافتتاح، حيث إلى التقدير العربي الكبير لسياسات الصين تجاه القضية الفلسطينية ودعمها المستمر للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة. ودعا الرئيس السيسي كافة أطراف المجتمع الدولي الفاعلة للاضطلاع بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، طالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم. فلدى الصين وأغلبية الدول العربية، بما في ذلك مصر، مواقف مماثلة بشأن القضية الفلسطينية. ويدعو الجانبان إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف في أقرب وقت ممكن، ويدينان الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين، ويؤمنان بأنه على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً فعالا في تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني. وترغب الصين في مواصلة الاتصالات والتنسيق مع مصر والدول العربية الأخرى، وبذل جهود سلمية لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح.وفي هذا الاجتماع الوزاري، وقعت الصين والدول العربية وثائق تعاون مثل إعلان بكين والخطة التنفيذية للمنتدى بين عام 2024 إلى عام 2026. وخلال الاجتماع، وقعت الصين أيضا عددا من وثائق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول المشاركة والأمانة العامة لجامعة العربية.واستعرض “إعلان بكين” التوافق المهم الذي تم التوصل إليه في القمة الصينية العربية الأولى والتقدم المحرز في تنفيذ مخرجات القمة، وأوضح المسار العملي لتعزيز بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية، وأكد مجددا على مواصلة الصين والدول العربية تبادل الدعم في القضايا ذات الاهتمام الجوهري، وتعميق التعاون العملي، مع توضيح الموقف المشترك إزاء التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة، والحوار بين الحضارات، والحوكمة العالمية، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ وما إلى ذلك.وتضع “الخطة التنفيذية ” تخطيطا حول سبل تعزيز آليات المنتدى وتدعيم التعاون المتعدد الأطراف والثنائي في مختلف المجالات مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتمويل والبنية التحتية والموارد والبيئة والتبادلات الشعبية إضافة إلى مجالات الطيران والتعليم والصحة في العامين المقبلين.التقى وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، مع الصحفيين بعد الاجتماع الوزاري مع رئيس الجانب العربي وزير الخارجية الموريتاني مرزوق والأمين العام للجامعة العربية أبو الغيط، حيث أكد على أهمية تنفيذ التوافق بين رؤساء الصين والدول العربية بجدية، مع التركيز على أربع مهام رئيسية:أولا، ضرورة مواصلة تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتبادل الدعم الثابت للمصالح الجوهرية للجانب الآخر. يثمن الجانب الصيني الدعم الثمين الذي قدمها الجانب العربي منذ زمن طويل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الصيني، وسنواصل دعمنا الثابت لجهود الجانب العربي للحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وكرامة أمته، وندعم الدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون لتحقيق التقوية الذاتية والاستقلالية، وإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.ثانيا، ضرورة تعميق التعاون العملي، والدفع بتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على مستوى أعلى. يدعم الجانب الصيني الدول العربية لتسريع عملية التصنيع وبناء مزيد من مشاريع البنية التحتية المحورية، وتنفيذ مزيد من المشاريع التي تخدم معيشة الشعب، وسيتقاسم الجانب الصيني فوائد التنمية مع إجراء التعاون مع الدول العربية في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والقطاعات المتقدمة، وتعزيز التبادل في مجالات الحوكمة والإدارة والصحة العامة والشباب والتربية والتعليم، بهدف ترسيخ الصداقة بين الشعب الصيني والشعوب العربية. ثالثا، ضرورة مواصلة تعزيز التنسيق الدولي، والعمل سويا على صيانة الاتجاه الصحيح للحوكمة العالمية. يحرص الجانب الصيني على تعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب العربي والدعوة سويا إلى تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية ورفض نزعة الهيمنة وسياسة القوة. والدعوة إلى والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع، ورفض أحادية الجانب ونزعة الحمائية أيا كان شكلها.رابعا، ضرورة مواصلة تعزيز بناء المنتدى، والإسهام في فتح أفق مشرق للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. وأصبح المنتدى “علامة ذهبية” للتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، مما سجل صفحات رائعة من الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة لتعاون الجنوب-الجنوب. يحرص الجانب الصيني على العمل سويا مع الجانب العربي على تكريس روح الصداقة الصينية العربية، ومواصلة تثبيت الركائز الأساسية للمنتدى بما يخلق عقدين مقبلين أشرق للتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.أصدقاء،وقد لعب هذا الاجتماع الوزاري وزيارة الرئيس السيسي للصين دورا هاما في تعميق الصداقة التقليدية الصينية العربية والصينية المصرية من ناحية، ومن ناحية أخرى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتضامن وتدعيم التبادل الاقتصادي والتجاري والثقافي. والتبادلات الثقافية. وفي المستقبل، ترغب الصين في العمل مع مصر على تنفيذ نتائج الاجتماع الوزاري والتوافق المهم بين الرئيسين الصيني والمصري، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد، والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد، والمساهمة في بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.شكرا لكم! والآن، أنا على الاستعداد للإجابة على أسئلة الأصدقاء الصحفيين