سفير اسبانيا بمصر : الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الطريق الذي يؤدي إلى حل الدولتين
كتبت: فاطمة بدوى
قال سفير إسبانيا بالقاهرة البارو إيرانثو جوتييريث فى كلمته مساء اليوم الخميس خلال حفل بلاده بالعيد الوطنى :نحتفل باليوم الوطني لأسبانيا في 12 أكتوبر وهي ذكرى وصول البعثة الأسبانية إلى أمريكا بقيادة كريستوفر كولومبوس عام 1492. في ذلك اليوم، بدأ ما يسمى بالعصر الحديث للبشرية، وبدأ العالم في الاستفادة من الفرص الهائلة التي أتاحها ربط العالم القديم بالقارة الأمريكية.واكد السفير خلال كلمته ان أسبانيا أصبحت لاعبا عالميا في نصفي الكرة الأرضية. ولا يزال هذا الإرث التاريخي ملهمًا لسياستنا الخارجية. تعد أوروبا والبحر المتوسط وأمريكا هي بالفعل الناقلات الرئيسية للمصالح والعمل الخارجي لأسبانيا.وقال انه من بين أولويات الرئاسة الأسبانية الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، نرغب في تعزيز العلاقة بين أوروبا وشركائها في الجنوب، من خلال أجندة جديدة للبحر المتوسط. وقال انه في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، استضافت أسبانيا في قصر الحمراء، جوهرة العمارة العربية الثمينة في غرناطة، اجتماعات متتالية ناجحة للمجلس الأوروبي والجماعة السياسية الأوروبية.بينما نتحدث الآن، تجري أحداث مأساوية في المنطقة المجاورة لمصر. وبعد الهجوم الوحشي ضد إسرائيل، أعرب رئيس الحكومة الأسباني عن ذعرنا وإدانتنا لهذا العمل الإرهابي وأعرب عن تضامننا الكامل مع الضحايا، ومن بينهم مواطنون أسبان. ونحن ندعو بشدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس ونطالب بالوقف الفوري للعنف ضد جميع المدنيين.وأكد السفير قائلا نحن نشعر، أكثر من أي وقت مضى، بضرورة التذكير بأن الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الطريق الذي يؤدي إلى حل الدولتين، على النحو المحدد في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة. وينبغي ممارسة الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي. إننا نرفض العقاب الجماعي وندعو إلى تقديم الإغاثة الإنسانية الفورية لسكان غزة.واشار الى انه في غضون ذلك، تظل أسبانيا منخرطة بشكل كامل في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. نحن على يقين ونأمل أن تستخدم السلطات المصرية، كما فعلت في الأزمات السابقة، تأثيرها الإيجابي من أجل وقف التصعيد ووصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.واكد السفير ان مصر هي بالفعل لاعب مركزي في المنطقة. فهي تتمتع بجميع المقومات: جغرافيتها وتاريخها الغني وعدد سكانها الكبير ومواردها الوفيرة. ونحن نقدر مصر بشدة كقوة للاستقرار والأمن في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا.وقال انه استنادا إلى علاقاتنا التقليدية الوثيقة والخالية من المشاكل، تتمتع أسبانيا ومصر بعلاقات مثمرة.لقد حددت السلطات المصرية برنامجًا طموحًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يسمى رؤية مصر 2030. في سياق دولي صعب، شرعت مصر في تنفيذ إصلاحات هيكلية ضرورية للاستقرار المالي والنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية. وتدعم أسبانيا هذه العملية دعما كاملا من خلال مختلف خطوط التعاون.أولا، بالاتفاق مع السلطات المصرية، تنفذ أسبانيا مشروعات مختلفة تهدف إلى تعزيز المؤسسات العامة والحكم. يعد مشروع CONMIGO مثالًا جيدًا، لأنه يتحدث عن إدارة تدفقات الهجرة، وهي إحدى التحديات الرئيسية للمجتمع الدولي في القرن الحادي والعشرين.وفي المجال الاجتماعي، تركز مشاريعنا على ضمان ألا يتخلف النمو الاقتصادي عن أحد. نحن ندعم برامج التعليم والتدريب التي توفر الفرص للقطاعات الأكثر ضعفا من السكان، مثل المهاجرين وسكان الريف، مع التركيز بشكل خاص على حقوق المرأة وحمايتها.كما يتم توظيف قدراتنا المالية لدعم تطوير مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية التي تنفذها الشركات الأسبانية في قطاعات مثل النقل المستدام والطاقة المتجددة ومعالجة المياه، من بين مشروعات أخرى. وقال ان التجارة الثنائية تشهد نموًا بشكل مطرد، وارتفعت التبادلات إلى 4.16 مليار يورو العام
الماضي.ومن خلال تجربتنا المحلية، نعرف كيف يمكن للسياحة أن تصبح حاسمة في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. وأنا راضٍ بشكل خاص لأن مصر أصبحت واحدة من المقاصد السياحية المفضلة للأسبان، فقد جاء إليها ما يقرب من 400 ألف زائر في العام الماضي، أي أكثر من ضعف العدد في العام السابق.تعد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وأسبانيا مكثفة. منذ أن زار رئيس حكومتنا، بيدرو سانتشيث، القاهرة في ديسمبر 2021، ظل عدد الزيارات المتبادلة ثابتًا. زار وزير الخارجية شكري مدريد في أبريل 2022، وجاء سانتشيث مرة أخرى إلى مصر للمشاركة في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في شرم الشيخ في نوفمبر 2022. ومؤخرًا، قامت وزيرة الدولة للشئون
الخارجية، أنخيليس مورينو، بزيارة إلى القاهرة. ومن المتوقع إجراء المزيد من الزيارات الرسمية في الأشهر المقبلة.وفي المجال الثقافي، أود أن أشيد بالعمل الرائع الذي يقوم به علماء المصريات الأسبان، جنبًا إلى جنب مع زملائهم المصريين، في العديد من المواقع الأثرية في مصر. كما أود أن أتوجه بالتحية لجميع المسئولين والمؤسسات الملتزمة بالإنتاج الثقافي المشترك.