ننشر ...كلمة السفير الألماني بمصر بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة الألمانية
كتبت : فاطمة بدوى
القى السفير الألماني بمصر كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة الألمانية قال فيها : أصحاب المعالي السيدات والسادة الوزراء والسفراء وأعضاء البرلمان،السيدات والسادة، أصدقائي الأعزاء،أرحب بكم ترحيبا حارا في السفارة الألمانية، وأشكركم جميعًا على حضوركم للاحتفال معنا بعيد الوحدة الألمانية.منذ ثلاثة وثلاثين عاما توحدت ألمانيا سلميا. سقط سور برلين والستار الحديدي وكنا جميعاً نأمل في مستقبل أفضل في أوروبا موحدة وفي عالم أقل صراعات مسلحة ومظالم اجتماعية وحروب.أما اليوم، وبعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما، لم يصبح العالم مكاناً أفضل، حيث أصبح النظام الدولي تحت الحصار ومهدد أكثر من أي وقت مضى.لقد انتهك الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل عدواني النظام الدولي السلمي. ولهذا السبب تدعم ألمانيا بكل إخلاص الشعب الأوكراني في حقه في الدفاع عن النفس والنضال من أجل تقرير المصير والاستقلال (أرحب بسفير دولة أوكرانيا ميكولا ناهورني).وبالرغم من ذلك فإنه لا ينبغي لهذه الحرب أن تقسم العالم. إنه من قبيل التبسيط المخل والمضلل الاعتقاد بأنه “من ليس معنا فهو ضدنا”. بل على العكس من ذلك: إذ يتعين تكاتف كافة الدول المسالمة لتقف صفاً واحداً للدفاع عن مبادئ النظام الدولي استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة. وهذا الهدف المشترك يوحدنا مع أصدقائنا في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ.نحن الأوروبيين لا نستطيع ولا نركز فقط على الحرب في أوروبا، بل إننا نتحمل مسؤولية أبعد من ذلك بكثير. بل علينا أن نستمع بنفس القدر إلى اهتمامات وتطلعات شركائنا في جنوب الكرة الأرضية. لا يمكننا ولن نغض الطرف عن الحرب في السودان والصراع المستمر في ليبيا وأعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين الناجمة عن تلاشي آفاق حل الدولتين.وباعتبارها شريكا قويا في الاتحاد الأوروبي وعضوا مسؤولا في الأمم المتحدة، فقد ساهمت ألمانيا بشكل كبير في الأمن الغذائي العالمي.
وبالتحديد في مصر، فقد ساهمنا بأكثر من مائة مليون يورو من خلال برنامج الغذاء العالمي. وبالمثل، فإننا ندعم الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بمبلغ ٢٠٠ مليون يورو للمنطقة. لقد استقبلت مصر ما يقرب من ٣٥٠ ألف لاجئ من السودان، ومن ثم فإنها تستحق تقديرنا ودعمنا القوي.وبالتعاون مع أقرب شريك وصديق لنا، فرنسا، أطلقنا مبادرة مشتركة بعنوان “متحدون من أجل السلام في السودان” بالجمعية العامة للأمم المتحدة. وبالمثل فقد شارك وزيرا خارجيتنا في “مبادرة يوم السلام” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية ومصر والأردن، وذلك لمنح السلام العادل في الشرق الأوسط فرصة أخرى. (أرحب بزميلي الفرنسي السفير مارك باريتي، وسفير الاتحاد الأوروبي كريستيان برجر وجميع زملائي
الأوروبيين).إن مصر تعاني من أزمات اندلعت في جواركم، وفي نفس الوقت تصارع التبعات الناجمة عن وضع مالي واقتصادي قاتم. إن ألمانيا تقف إلى جانب أصدقائنا المصريين لدعمكم في أوقات الأزمات للتغلب على الصعوبات القائمة.ومن خلال استثماراتنا الصخمة وتجارتنا الكبيرة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتعليم والبنية التحتية والطاقة، فإننا نعد شريكا أساسيا في تحديث مصر.ولتحقيق هذا الهدف فإننا نرحب ونشجع بقوة تنفيذ الإصلاحات الطموحة لتنشيط الاقتصاد وإعطاء حيز أكبر وأمان قانوني لمستثمري القطاع الخاص. إن قطاع الأعمال والمجتمع المدني يتطلعان إلى مواصلة تنفيذ معايير سيادة القانون.جدير بالذكر أن تعاوننا التنموي الثنائي يصل إلى ٨, ١ يورو – وهو يعد بذلك واحدا من أكبر المحافظ التنموية
الألمانية عالميا. وتعتبر حماية المناخ من خلال التحول في مجال انتاج الطاقة ركيزة أساسية لتعاوننا. إن المستقبل يكمن في الطاقة المتجددة من الرياح والطاقة الكهروضوئية، وربما في الهيدروجين الأخضر. ولتحقيق هذا الهدف فإن ألمانيا وحدها تساهم بأكثر من ٢٥٠ مليون يورو لمحور الطاقة في برنامج “نُوَفـي NWFE” بمصر (محور المياه والغذاء والطاقة).ترتكز علاقاتنا مع مصر على أسس الفهم والتعاطف الثقافي العميق. ومع وجود ما يقرب من نصف مليون متحدث باللغة الألمانية في مصر، لا يزال دور اللغة الألمانية في التعليم الثانوي والعالي في مصر في تنامي مضطرد. احتفلنا هذا العام بمرور ١٥٠ عامًا على إنشاء المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية DEO ، وهي تعد مؤسسة متميزة للتعليم الراقي في مصر، كما احتفلنا بمرور خمس سنوات على إنشاء الجامعة الألمانية الدولية GIU، التي تعد مع شقيقتها الجامعة الألمانية بمصر GUC واحدة من أكبر وأنجح المؤسسات التعليمية العابرة للحدود الوطنية عالميا. (أرحب بالأب المؤسس للجامعتين البروفيسور أشرف منصور الذي يحتفل أيضا بعيد ميلاده اليوم الموافق لعيد الوحدة الألمانية).إن العلاقات بين مجتمعاتنا المدنية لا تقل أهمية، ومن ثم فإنني فخور بأنه بعد توقف دام عشر سنوات، تعود مؤسسة كونراد أديناور أخيرًا إلى مصر وتضيف طيفًا آخر إلى الحضور القوي لمؤسسات الأحزاب السياسية (احتفلت مؤسسة فريدريش إيبرت ومؤسسة هانز زايدل بمرور ٤٥ عامًا على وجودهما في مصر).