اراء ومقالات

بصماتنا وطن وهوية

بقلم : د.عايده حسن عيد

بعض أعمال الشغب تنقلنا إلى التأمل
اخذت الفحم وقلم رصاص وبدأت بعملية تفريغ الشحنات السلبية فوجدتني امام بصمات لا نرثها ولا يرثونها بعدنا ،لا شبيه لها حتى مع توأمك ، لا تشيخ مهما نشيخ ، هوية حملناها قبل ان نولد .
اذهلتني تلك البصمات وكأنني أرى كفي للمرة الأولى !
فتلك الأشكال الهندسية ليست مجرد بصمات …فقررت البحث عن دورها في حياة الإنسان.
(البنان) كلمة ذُكرت في قرآننا الكريم
قال تعالى: ﴿بلى قادرين على أن نسوي بنانه﴾ [القيامة/4]، ﴿واضربوا منهم كل بنان﴾ [الأنفال/12]،
من هنا بدأ العلماء رحلة البحث
لم يستخدم الرسل والانبياء بصماتهم ولو اراد الله لاستخدموها وكان الختم هو الوسيلة المستخدمة .
أول من اكتشف هذه الظاهرة هم الصينيون منذ 2000 سنة حيث كان الأباطرة يوقعون على الوثائق المهمة ببصمات إبهامهم.وفي عام 1877 ابتكر هنري فولدز طريقة تصوير البصمة على ورقة باستخدام حبر المطابع الأسود. لكن العالم الإنجليزي السير فرانسيس غالتون عام 1892 هو أول من أثبت أنه لا توجد بصمتا إصبعين متطابقتان.
ومن عجائب البصمات في عالم الحيوان أنهم وجدوا من يملك بصمات كبصمة الإنسان( الغوريلا والكوالا والشمبانزي)
اما في زمننا اصبحت البصمات هي الورقة الأهم في اوراقنا الثبوتية فالتوقيع وحده لا يكفي لأنه بإمكاننا تزويره اما البصمة فهي الحقيقة التي تؤكد من نكون.
وللبصمة دورا أساسيا في حاسة اللمس وفي نقل المعلومات إلى الدماغ .
وفي العلم الجنائي تم كشف معظم الجرائم من خلال البصمات فإما أن تكون دليل براءة او قد تكون دليل إدانة يتركها المجرم متجاهلاً اهم هوية يحملها .

نعم نتعلم عندما نتأمل فما اجمل استخدام التكنولوجيا لنشر الفائدة وما اعظم خلق الله سبحانه وتعالى فاتركوا خلفكم بصمات خير فالأصابع تشهد على اعمالنا.
وختمت بعنوان المقال بصماتنا وطن وهوية .

و من ابرز الردود على مقالها رد الأستاذ باسم علم الدين

عودتنا دكتورة عايدة دائما “وهذا ليس بغريب “على اثارة المواضيع المهمة في الحياة والتي تعتبر مغبونة قد غفل عنها الكثير من بني البشر
واحببت المشاركة في هذه الاثارة لعلي اصل في الحوار معكم جميعاً الى أشياء مشتركة :

“قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عليكنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ واعقِدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مسؤولاتٌ مستنطقاتٌ ولا تغفلنَ فتنسينَ الرَّحمةَ”

“صدق الصادق المصدوق”

واذا اردنا الغوص في عمق المعاني لوجدنا ان للانامل وبصماتها عالم فيه الكثير من العبر اذ ان لها علاقة مباشرة باحدى اهم الحواس وهي حاسة اللمس
ولمس الاشياء لغة وإثارة والاشخاص العادين قد يغفلون عن ذلك لان طاقتهم الادراكيّة للامور قد وزّعت على الحواس الخمس
أما اذا فقد المرء إحدى حواسّه وزّعت طاقتها الى بقية الحواس فنرى ان الضرير يتميز بحاسة لمسٍ قوية وهناك علم قائم يتداول به ويستخدم عند المكفوفين وهو فكّ الشيفرة والحرف بواسطة اللمس ومع مرور الوقت يصبح لديهم قدرة سريعة على القراءة قد تفوق المبصرون
وليسَ بالقراءة وحسب بل يضاف عليها الاستشعار بالفرح ودمعه والصوت وعذوبته والثناء والتقدير فيما بينهم
انه عالم اخر للإدراك المعرفي
من جهة اخرى الذوق بشقيه السلبيّ والايجابي
ففي الشق السلبيّ نستذكر قول الله تعالى في محكم تنزيله:
” نُصْلِيهِمْ نَارًا “
أي: نجعلهم يصلونها حتى تحرقهم “كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ “

(كُلَّمَا نَضِجَتْ )
النّضج معناه بلوغ الغاية في الكمال؛ يعني أنها إذا نضجت من الاحتراق واحترقت فإنها تبدّل جلودًا غيرها غير الأولى؛ لأن الأولى احترقت وزالت،ولأن أعصاب الحس نهاياتها غزيرة في سطح الجلد فإذا احترق الجلد توقف الألم، إذاً لابد من تبديل الجلد حتى يستمر الألم وهذا من إعجاز القرآن العلمي.
سمَّاها بعض العلماء: أجراس الإنذار المبكِّر في الجسم البشري, بعض الدول المتقدمة في مقياس العصر، لا في مقياس الإسلام, تبتدع ما يسمى بأجهزة الإنذار المبكر، والله زُوَّد هذا الجسم الذي خلقه في أحسن تقويم بهذه الأجهزة، أجهزة الإنذار المبكر .

اما من الناحية الإجابيّة:
فقد دونت باسلوب الترغيب الرباني عند قوله سبحانه وتعالى:
“فلا تَعلم نفس ما أُخْفِي لهم من قُرَّة أَعْيُنِ جَزَاء بما كانوا يعملون”
وفي الحديث القدسي:
‏”‏ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ‏

وبالعودة الى الموضوع الاساسي
حاسة اللمس لها لغة ومفهوم ومشاعرها وآدابها
والحديث قد يتشعب ويطول.
الموضوع هام جداً
وعذراً على الاطالة
تحياتي لكم جميعاً
وختم بشكراً د عيد على طرحك لمثل هذه المواضيع الملفته والمهمّة.

ومن ناحية اخرى ومن صلب هذا المقال المثير رد الناقد الأدبي السعودي الشاعر د. مفلح الثبيتي وجاء برده

استوقفني هذا الطرح ليس لان من كتبه عايدة الوطن. عايدة البعد الاخر. عايده العودة لرائحة الماضي

والالقاب محفوظة سيدتي

بل لانني اتجهت الى لب الموضوع المتشعب.
اولا بصمة الكف
……. وبشكل ادق الاصابع …
وادق اكثر الابهام. !!!!
فهذه خُلقنا بها لانملك حيالها الا التسبيح والتكبير والاجلال لله العظيم الذي خلق معجزة في معجزة
ولن اخوض اكثر في هذ .
كل ما في الامر انني تسمرت امام اترك خلفك بصمة؟؟؟؟
وهنا تقليب الصفحات. واعادة الحسابات
تمر بنا السنون. وتتساقط أوراق العمر.
ولا. دقائق عابرة الا وهي تحمل معها ذكرى قابله لجميع الاحتمالات
فالجميلة تأخذ الارواح لعالم الاستجمام وتفتح امامه بوابات الامل والتفاؤل
والذكريات المؤلمة تتفنن في خنق الانفاس وتجيد اعتصار الجوف
وتضييق المساحات المباحة.

فما عسانا تاركي. من بصمات؟؟؟؟

عندما نتعايش مع المتغيرات. ونبتسم

نترك بصمة

عندما نكتب احرف ايجابية وراقية
نترك بصمة
عندما ننصت لحديث من لجأ الينا
نترك بصمة
عندما نتجاوز
نترك بصمة
عندما نؤثر ولو كان بنا خصاصة
نترك بصمة
عندما نصدق
نترك بصمة
عندما نبسط الاكف لنصافح من بسط كفه
نترك بصمة
عندما يكون ديننا هو تعاملنا
نترك بصمة
عندما نبلغ ولو اية
نترك بصمة
عندما نتقي الله حيثما كنا
نترك بصمة
عندما لاتأخذنا بالحق لومة لائم
نترك بصمة
عندما نضهر. مانبطن
نترك بصمة
عندما ننشئ نشأً صالحا.
نترك بصمة
برّنا بصمة
وفاؤنا بصمة
حبنا بلا مصالح بصمة.
حسن جوارنا بصمة
احترمنا لانفسنا بصمة
كبرياؤنا بصمة

امانتنا بصمة

وما اكثر البصمات الايجابية التي يحتاج إليها مجتمعنا

بقي يا اميرتنا ان نعترف انك تركتِ هنا بصمة اجبرتنا ان نقبل تلك الانامل التي كتبت والبوح الذي اضاف لمفاهيمنا نوراً اشعل زوايا الافئدة والصدور المتعطشة لحديث المساءات الروحانية والادب والثقافة وشعر المشاعر الانيقة الناضجة

وختم بشكراً… عروس المدينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى