المجاملات والنفاق
بقلم القيسي
هل التكلم بالحق أصبح جريمه بعد أن كان فضيلة يتباهى بها أصحاب الحق التي تصدح ألسنتهم بوجه الظلم والإستبداد وهل ضاع الحق مع اصحابة اللذين ينطقون به قولا ويعملون به فعلا ؟! …عندي صديق يسعى دائما الى مسك تفاحتين في يده في موضوع ما وكما يقال يلعب على حبلين وهذا يتعارض مع مبادئي وأخلاقي لذلك كان عليه وضع الحلول المناسبة في هذا الموضوع واول شيء عملته إحقاق الحق به بعيد عن المجالات …ليلة أمس قبل أن اضع راسي على وسادتي اتصلت بكبير العائلة لنا قلت له اهل اصارح فلان لأنه يكذب ويصدق نفسه ويريد الآخرين أن يصدقوه وهو كلفني بعمل ومن واجبي أن اضعه على جادة الصواب فقال لي افعل ما يمليه عليك ضميرك والحق بصراحه كلمة الحق كان لها تأثير هزت كياني وظميري لأننا بزمان ضاع به الحق ودفن به الظمير …في زمننا الذي اصبحت فيه أعظم الأشياء رخيصة، واصبحت المبادئ والمفاهيم تحمل معنى آخر، فالكذب أصبح مجاملة، والنفاق ولبس الأقنعة شطارة، والتلون وتغيير المواقف والمبادئ كل يوم براغماتية، والسكوت على الظلم مسالمة وتكتيكا، وحدها كلمة الحق ظلت عزيزة وغالية الثمن، يخشى الكثيرون أن يدفعوا ثمنها ويستحون منها إن لمعت في تفكيرهم لأنها تعايرهم بجبنهم فكم مرة رأى إنسان في محيط عمله ظلما وتعسفا بحق الآخرين، أو رأى ما لا يجب السكوت عليه من فساد ومحسوبية وطأطأ رأسه ومضى في سبيله خوفا على رزقه أو منصبه! …اعلموا اخواني ان الصمت عن كلمة (حق) لو قالها لردّ ظلما عن مستضعف، أو حفظ حقا لصاحبه، أو كف ألسن الآخرين عن تلويث سمعة غائب، وذلك من أجل استرضاء الآخرين وخوفا من إثارة واستفزاز الأصدقاء والمقربين وهذا غائب حاضر في مجتمعنا حاليا …كم أشعر بالسعادة عندما أرى أشخاصا لا يكنون الود لي ولكنهم يقولون الحق في صالحي عندما تكون كلمة الحق واجبه لأن الحق أحق بأن يتبع بغض النظر عن أهوائنا الشخصية ومشاعرنا تجاه الآخرين … الرجل الكيس وصاحب العقل الراجح عيب عليه أن يرى الباطل ويسكت، أو يرى الحق ولا ينصره فكمال العقل قبل ان يكون كمالا للرجولة، فكلمة الحق تحتاج إلى قوة، ومن يخف من الناس لن يقول كلمة الحق، ومن لا يقولها لا يخاف الله .