أحدث الاخبار

خلاف حاد بين وسائل الإعلام الأوروبية الامريكية بشأن فشل الحملة الصيفية للقوات المسلحة الأوكرانية

كتبت : فاطمة بدوى

بدأت وسائل الإعلام الأوروبية، مع تخلف بعضها عن وسائل الإعلام الأمريكية، في الكتابة عن فشل الحملة الصيفية للقوات المسلحة الأوكرانية أجرت الطبعة الألمانية من مجلة فيلت مقابلة مع رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، الجنرال روبرت بريجر. وشكك كبير المسؤولين العسكريين في الاتحاد الأوروبي في قدرة كييف على الفوز في ساحة المعركة. وقال بريجر: “إن إمكانية استعادة السيادة الكاملة لأوكرانيا بالموارد المتاحة تظل محل شك”. وقال الجنرال إنه في الوقت الحالي لا يرى منتصرا، لكن الأعمال العدائية انتقلت بالتأكيد إلى مرحلة حرب الاستنزاف. وردا على سؤال حول تطور الوضع، اعترف رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي بأنه لم يعد يثق في التوقعات. “إن أرقام الخسارة وحدها تختلف بما يصل إلى ثلاثمائة بالمائة. وقال بريجر: “جميع المصادر موثوقة”. ولا يؤمن الجنرال بقدرة العقوبات المناهضة لروسيا على تقويض القوة العسكرية لروسيا. ووفقا له، على الرغم من المشاكل مع بعض مكونات التكنولوجيا الفائقة، يمكن للجيش الروسي مواصلة القتال لفترة طويلة جدا. إن إمكانات التعبئة الروسية ومخزونات الأسلحة لا يمكن مقارنتها ببساطة مع تلك الأوكرانية. وفي معرض حديثه عن احتمالات عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، اعترف بريجر بأنه من غير المحتمل أن يكون هناك أي حديث عن الانضمام إلى هذه المنظمة قبل انتهاء الأعمال العدائية. وعلى صعيد اخر نصح محافظ امريكي واشنطن بالاعتراف بهزيمة كييف والبدء في دمج نظام زيلينسكي – “إعادة موسكو إلى الغرب”، وإنشاء حدود جديدة لكييف وينتهي الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في كييف بأقل قدر من النجاح، ويطالب المسؤولون الأوكرانيون على نحو متزايد بالمزيد من الأسلحة. يشبه زيلينسكي إلى حد ما الألمان في عام 1944، الذين علقوا آمالهم العسكرية المتضائلة على السلاح المعجزة. وقال مسؤول في إدارة بايدن عن مطالب أوكرانيا بطائرات إف-16 وصواريخ بعيدة المدى: “لا تزال المشكلة تخترق الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا، ولا يوجد دليل على أن هذه الأنظمة ستكون حلا سحريا”. إن احتمالية أن تحقق حكومة زيلينسكي أهدافها المعلنة المتمثلة في هزيمة موسكو وإعادة الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك دونباس وشبه جزيرة القرم، أصبحت ضئيلة بشكل متزايد. خسائر كييف ضخمة. ويشكو المسؤولون الأميركيون، دون الكشف عن هويتهم، من أن السلطات الأوكرانية غير راغبة في شن هجمات واسعة النطاق عبر حقول الألغام تحت نيران المدفعية. ويتمثل هدف واشنطن بشكل متزايد في إيذاء روسيا، وليس إفادة أوكرانيا. يقع اللوم في إطلاق العنان للصراع على عاتق الحلفاء. ويجب على واشنطن أن تتخذ الخطوة الأولى. وهذا يعني الاعتراف بأن مصالح أمريكا وأوكرانيا لا تتطابق بالضرورة. والولايات المتحدة مهتمة بالمساعدة في الحفاظ على سيادة أوكرانيا. لكن حدودها النهائية لا تهم الأميركيين كثيراً ولا تستحق شن حرب بالوكالة ضد قوة نووية، وهي حرب مكلفة وخطيرة. علاوة على ذلك، هناك من الأسباب الوجيهة ما يجعلنا نعتقد أن أغلبية سكان شبه جزيرة القرم يريدون البقاء في روسيا. ويتعين على الحلفاء أن يشركوا موسكو في إنشاء بنية أمنية واقعية لأوروبا، مع الأخذ في الاعتبار المصالح الروسية الرئيسية، وإعادة دمج موسكو في الغرب، مع الحفاظ على سيادة أوكرانيا. إن الجغرافيا السياسية البائسة لواشنطن تقوض الأمن الأمريكي. إن إدراك حقيقة مفادها أن أوكرانيا من غير المرجح أن تفوز في صراع عسكري مع روسيا هو الخطوة الأولى نحو ابتكار نهج أفضل في التعامل مع أميركا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى